الإسلام او الطوطوفوت!! هذا هو عنوان الرسالة التي بعث بها الحالم بدولة الخلفي على منهاج الأبوة الى كل القاصرين عن فهم الدنيا والآخرة، و»المقصرين» إلى ساعات متأخرة في انتظار حصيلة الرهان على الثانية بعد أن ضاقت بهم الأولى بما رحبت، رهان على رقم معين في وقت دقيق قبل ان تجمع مضيفة الروليت، ذات القوام الرشيق، الرقائق و البيادق وتخاطب اللاعبين المتأخرين : فاتكم القمار, فاتكم القمار !! قواعد اللعبة معروفة من أراد أن يفوز عليه أن يسجل النقاط، المناور الماهر يمتنع لكنه لا يفوز، المحافظ المدافع على شباكه يخرج بأقل الخسائر لكنه لا يفوز، وحده المسدد بإتقان نحو الهدف يستطيع ان ينقش انجازاته في لوحة المكانة، لأن التاريخ يكذبه المنتصرون، ومهما تبدلت الظروف وتوارى الإخوان يجب أن يكون الأساس متينا يصلح به «البنا» لكل زمان ومكان. لقد جرت العادة وسط المسؤولين عموما، والمسؤولين عن الإعلام خصوصا، أن يتم توضيح خطة العمل والمحاور المدبرة للمهمة المنوطة بهم، مباشرة بعد تسلمهم مقاليد الإدارة ,وذلك في احترام تام للركائز والثوابت الجاري بها العمل، لكنها المرة الأولى التي تصدر فيها اجراء ات مكتوبة في دفتر «التّحاملات « توضح ا أبيجيديات النشر والإعلام!! لامكان لمباشر يجمع الظهرَ والعصرَ ولامجال للغات اجُنُبية مالم تتطهر الطهارة الكبرى، المتلقي هو محور الاهتمام في مأدبة الإعلام، والفقرات والبرامج كما الفاعلين كلها آذان .. صاغية لاهتمامات وانشغالات المتتبعين لأن رد فعل المشاهد هو الكفيل بتقييم المنتوج بالمواظبة والتردد ما لم يكن هذا المنتوج يحث على المغادرة للتعبد. في الماضي عندما ظهرت اول قناة اعلامية اخبارية، قناة البرٌاحية، كان البراح هو المصدر الوحيد للمعلومات، المالك الحصري لحقوق النقل والتنقل بين الدواوير والمداشر وفي الاسواق، يزوق المعلومة ويعريها أحيانا لتثير الذهول ويغطي بعض أجزائها بحجاب أحيانا لتثير الفضول ، يقوم بجميع الأدوار, يعد ويقدم ويذيع الأخبار على جميع الترددات الأفقية والعمودية وفي كل الأقمار، كان ينادي في الناس لأمور دنياهم تاركا للفقيه ان يناديهم لأمور دينهم, فلا الإمام يدعو المأمومين لواجب وطني ولا البراح يدعو المواطنين لواجب ديني, لم تكن الامور تحتاج لهيآت تقنن ولا جهات تتفنن في توجيه الامواج وضبط الشراع على المركب المؤدي الى «بر لمان». اليوم أصبح الإعلام عبارة عن جزيرة، ترسو في في موانئها المعلومات ، تخزن وتعلب الى أن يحين موعد إبحارها مجددا عندما تهب الرياح, آذنة بتغيير الدفة، والإعلامي ربان برتبة مايسترو يجيد اللعب على الأوتار ليضبط الإيقاع وتصبح النغمة متناسقة تهدئ المصابين بالقلق والأرق وتساعدهم على النوم في آمان واطمئنان. مرة أخرى نقول العيب في الإفراط في استخدام هاته النظرية وأكثر عيبا هو ان نستخدمها شماعة ، نعلق عليها اخطاءنا والفشل ومن تم فإذا كان الإعتدال في استخدام هاته النظرية مطلوبا, فإن الأكثر منه إلحاحا هو ان نتحرى منهجية في هذا الإستخدام وعندئذ نستطيع ان نخرجها او نخرج بها من فصيلة التفكير غير العلمي وقد نتفق ان استخدام النظرية ليس عمليا بالمرة ، لكن النظرية ذاتها (نظرية المؤامرة) . كمجموع من المقاولات المترابطة ، تنهض على استيرادات منطقية قابلة للتطبيق ولها قدرة تفسيرية لا يجوز وضعها على قائمة التفكير الخرافي او الغيبي, ذلك ان لها حاجياتها المعرفية وفي نظرية المؤامرة يتم اعمال أداتين هما الإختراق والإستدراج . فالإستدراج لا يقف عند هذا التصور الساذج عن نصب كمين او فخ لإصطياد طرف ما رغم ان ذلك يحدث, وانما يشير الى خلق موقف معقد يجد الضحية نفسه فيه دون خيار حقيقي او على الأقل يجد الضحية من الخيارات ماهو أسوأ من بعضه, فيضطر الى الوقوع فيما يريدونه ان يقع فيه . صحيح ان الضحية قد يرتكب بعض الأخطاء لكن ليس معنى ذلك ان يضيق عليه الخناق حتى انهاكه او تصفيته والإختراق قائم وموجود ولسوف يظل لكنه ليس مرتبطا بالضرورة بالعمالة او الخيانة ,قدر ارتباطه بضعف الأطر والنظم والسياقات القائمة والتي تتلخص في تضعضع المناعة الوطنية، واعتقد ان التفسير التآمري لبعض المواقف والأحداث قد يصير مقبولا في ظل هاته الضوابط التي تحتاج الى مزيد من المراجعة والتدقيق.