دافع ذ. حسن أوريد، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي السابق، عن اللغة الفرنسية معتبرا أن النقاش حول من معها ومن ضدها سؤالا مغلوطا، بدليل أن الحركة الوطنية المغربية قاربت مبادئ الحريات الكونية من خلال استيعابها عبر الفرنسية ووظفتها في نضالها ضد الاحتلال، وهي مبادئ العدالة الاجتماعية وقيم فلسفة الأنوار واحترام حقوق الإنسان، مذكرا بتلك الجمل القفل النافذة للكاتب الجزائري الراحل كاتب ياسين حين قال: "اللغة الفرنسية سلاح حرب"، وحين قال: "إني أتحدث الفرنسية لأقول الفرنسيين إنني لست فرنسيا". بالتالي فإن الفرنسية كلغة لن تجعل قط منا فرنسيين ولن تلوث مغربيتنا قط. وقال أوريد، في مقال نشرته «لافي إيكو»، إنه يدافع عن الفرنسية من باب المصلحة المغربية، لأنها الأداة المتوفرة عندنا بيسر لولوج عالم المعرفة، مذكرا بدراسته للتجربة الماليزية التي اعتمدت على تعليم أبنائها العلوم باللغة الإنجليزية، ويكفي تأمل واقع التعريب عندنا لإدراك فداحة التجربة، لأنه بالنسبة لأوريد فإن الأمر تم بديماغوجية سياسية. وبالتالي، بالنسبة له هل مشاهدة أبنائنا لوثائقي بالفرنسية أكثر إساءة من فتوى تتحدث عن "فوائد" الجزر والموز على الأعضاء التناسلية للمرأة، في إحالة على الفتوى المثيرة والتافهة للزمزمي. وتحدث أوريد عن أهمية التمييز بين اللغة كأداة لاكتساب المعرفة، وبين الحساب الذاتي الضيق لبعض الفاشلين في السياسة وفي التواصل، منطلقا من أن قوة المغاربة الأمازيغ، كانت في أنهم أخذوا لغة الشرق العربية وتساموا بها لكنهم طردوا الأمويين ولم يقبلوا قط بهم حكاما عليهم وهو نفس ما يقوم به المغاربة اليوم. مؤكدا، أنه "فعلا نحن ضد مسلكيات بعض الفرنكفونيين المتعجرفين، الذين ولدوا وفي فمهم ملاعق من ذهب، أو بعض ممن لم يبذلوا مجهودا لتعلم العربية فبدأوا يروجون لضرب العربية بالدارجة. مثلما أنه منطقي انتقاد ولوج بعض المسؤوليات الكبرى في الدولة عبر بعض المدارس (الفرنسية) بعينها، لكن هل هذا سبب لمحاربة الفرنسية يقول حسن أوريد. وخلص أوريد إلى أن تقوية اللغة العربية لا يمكن أن تتم إلا بالانفتاح على اللغات الحية الأخرى، مذكرا بمقولة أستاذ له: "على قدر اللغات التي تتقن، على قدر ما تساوي من رجال" وأن علي بن طالب رضي الله عنه قد سبق وقال: « كل لسان بإنسان».