لا تزال قضية الطفل/ التلميذ الذي فشلت محاولة «اختطافه» بخنيفرة ترخي بظلالها الكثيفة على أوساط واسعة من الرأي العام المحلي، ومن البديهي أن تستأثر هوية الفاعل بمتابعة واهتمام الكثيرين، ويتعلق الأمر بالطفل الذي سبق أن انتشر خبر تعرضه لمحاولة «اختطاف غامض» على يد شخص غريب حل بالمدينة، الأحد ثامن أبريل 2012، على متن سيارة سوداء من نوع هونداي لا تزال قضية الطفل/ التلميذ الذي فشلت محاولة «اختطافه» بخنيفرة ترخي بظلالها الكثيفة على أوساط واسعة من الرأي العام المحلي، ومن البديهي أن تستأثر هوية الفاعل بمتابعة واهتمام الكثيرين، ويتعلق الأمر بالطفل الذي سبق أن انتشر خبر تعرضه لمحاولة «اختطاف غامض» على يد شخص غريب حل بالمدينة، الأحد ثامن أبريل 2012، على متن سيارة سوداء من نوع هونداي، يرافقه كلبه الشرس، وبحوزته أدوات طبية وأدوية وأموال كثيرة وسلاح أبيض، حيث استدرج الطفل إلى سيارته ليخضعه لجو من الترهيب، قبل محاولة «اصطياده» بمبلغ مالي مشروط بمصاحبته إلى فضاء سياحي على هامش المدينة، الأمر الذي لم يقبل به الطفل الذي ظل يردد ببراءة شديدة أن والدته لا تبخل عليه بأي شيء من مال وحنان وتربية جيدة، وأن والده يعمل في التجارة بالديار السعودية. وقد شاءت الرعاية الإلهية أن تتصادف المحاولة مع وجود مواطنين تمكنوا من إحباطها وإشعار الشرطة بالواقعة، حيث اعتقل الشخص الغريب الذي تأكد انحداره من قرية ضواحي الحسيمة، ويعمل ممرضا، بحسب ما تم الحصول عليه من معطيات، ولاتزال العديد من التساؤلات والتخمينات العريضة منصبة حول هوية هذا الشخص، وما إذا لديه سوابق بمدن أخرى. وقد تم تقديمه أمام النيابة العامة بابتدائية خنيفرة، مساء الثلاثاء الماضي عاشر أبريل 2012، حيث حاول المتهم إنكار محاولة تعريض الطفل لمكروه بادعاء أنه «لم يكن ينوي إلا منحه بعض النصائح المفيدة للتخفيف من السمنة»، ليتم تحديد يوم الخميس 12 أبريل 2012 كأول جلسة يتم فيها مثول المعني بالأمر في حالة اعتقال أمام هيئة المحكمة، وخلالها تقرر تأجيل النظر في القضية (ملف جنحي تلبسي 321/12) إلى يوم الأربعاء 18 أبريل 2012، لأجل إعداد الدفاع، وقد لوحظ عدم مصاحبة الأم لطفلها خشية تدهور حالته النفسية أكثر فأكثر. شهادات متطابقة حصلت عليها «الاتحاد الاشتراكي» تفيد أن الطفل (م.ع.)، والذي لا يتجاوز عمره عشر سنوات، ويدرس بإحدى المدارس داخل المجال الحضري بخنيفرة، كان يلعب مع صديقين له بساحة المسيرة الخضراء (أزلو) قبل أن يتوقف الشخص الغريب بعين المكان، وينزل من سيارته الحاملة لرقم 45 -أ - 19997، وهو بقامة قصيرة سمراء وبدينة، ويتجاوز العقد الرابع من عمره، وشعر رأسه يغزوه الشيب، ويرافقه كلبه الشرس، حيث شرع في مخططه باستهداف الطفل المقصود من خلال تعمده إلهاء صديقيه في سبيل تسهيل عمليته، حيث بعث بأحدهما لشراء بعض السجائر، فيما طلب من الثاني اللعب مع الكلب بادعاء أن هذا الكلب مصاب بكسر في حادثة سير. وفي هذه اللحظة استدرج الطفل المقصود إلى سيارته، بحسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، وأخذ في حشو أذنيه بكلمات ونصائح ماكرة، ثم بتهديده بالكلب إن لم يرضخ لأوامره، ثم وضع على صدره سماعة طبية، زاعما أنه طبيب أطفال، قبل أن يأخذ في التغرير بالطفل بإيحاءات جنسية لأهداف ملتبسة قد تتجاوز محاولة الاغتصاب، سيما في محاولة التسلل به إلى خارج المدينة مقابل مبلغ 2000 درهم (40 ألف ريال) وضعها في يده بهدف الإيقاع به في الشباك. عملية الرجل باءت بالفشل لحظة تدخل بعض المواطنين الذين تمكنوا من تطويقه ومحاصرته، ليجد نفسه في ورطة حقيقية إلى حين إبلاغ الشرطة من هاتف مواطن (شاءت الصدف الماكرة أن يكون والد طفل من «حي لاسيري» سبق أن نجا من محاولة اغتصاب)، وعثرت الشرطة بحوزة الرجل الغامض على أدوات طبية وأدوية وسماعة لتشخيص النبض وآلة لقياس الضغط وحلوى أطفال ومبلغ مالي مهم وطعام وسكين وأشياء أخرى تم حجزها إلى جانب السيارة التي قال المعني بالأمر إنه قام باكترائها، والتي تم إيداعها بالمحجز البلدي. ولحظة اعتقال هذا الشخص، تم إخطار والدة الطفل بالواقعة، هذه التي استقبلت نبأ وجود طفلها في «الكوميسارية» بذهول وشرود وتخيلات تشبه الجنون، ولم يفت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» التأكيد على أن الحالة السيئة التي يوجد عليها الطفل المستهدف مثيرة للشفقة والألم، وأن والدته أخذت موعدا له لدى أحد الأطباء النفسانيين بأحد المراكز الصحية بالمدينة، علما بأن الطفل المعني بالأمر يشهد له أساتذته وأصدقاؤه ومعارفه بالذكاء والتحصيل الدراسي الجيد، ويمارس الرياضة اليابانية بأحد الأندية. وكما سبقت الإشارة إليه، فقد تضاربت العديد من الأنباء المستفهمة حول نوايا الفاعل ومخططاته، ودواعي محاولته اختطاف الطفل، أو ما إذا كانت في الأمر محاولة اغتصاب أو قتل أو أن الشخص ينتمي لشبكة تشتغل في استخراج الكنوز أو أنه من عصابات الاختطاف لطلب الفدية، أو هو ينتسب لخلية منظمة تتاجر في الأطفال والأعضاء البشرية على خلفية ضبطه وهو ينزع ملابس الطفل، لاغتصابه أو لأهداف أخرى. ولم تمر الواقعة دون أن تثير الكثير من الرعب والقلق بين أوساط واسعة من الأهالي والأسر. وتتحدث بعض المصادر عن تنظيم وقفة تضامنية مع الطفل خلال الأيام القليلة المقبلة.