نظمت جمعية «أنا موجود لآباء وأصدقاء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة» بخنيفرة، حفلا شيقا ومتنوعا، بمناسبة اليوم الوطني للمعاق، حضرته أمهات وآباء وأسر وأصدقاء هؤلاء الأطفال، إلى جانب عدد من الشركاء والمهتمين بمجال الإعاقة، ومكونات من المجتمع المدني، وممثلين عن السلطة المحلية والتعاون الوطني والتربية الوطنية، فضلا عن أساتذة يدرسون بأقسام الإدماج المدرسي، حيث افتتح هذا الحفل بكلمة ترحيبية لممثلة الجمعية، السعدية الصرفي، وبتقديم عروض وأناشيد وحركات راقصة من تقديم واستعراض الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ثم عرض شريط وثائقي، إلى جانب عروض مرتبطة بمجال الإعاقة بمشاركة مهتمين واختصاصيين. رئيس جمعية « أنا موجود»، محمد أباحسين، لم يفته، في كلمته بالمناسبة، استعراض أهداف الجمعية، وأهم الأنشطة التي قامت بها منذ تأسيسها لفائدة دعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى البرنامج المزمع تنفيذه تربويا واجتماعيا لفائدة هذه الشريحة، مع الإشارة إلى تاريخ الجمعية التي رأت النور بداية الأسبوع الأخير من ماي 2005، وتميزت بعدة مبادرات إنسانية في هذا الاتجاه، منها تجهيز وترميم أقسام الإدماج المدرسي، توزيع محافظ ومستلزمات مدرسية، تنظيم لقاءات تواصلية مع أسر وأولياء هؤلاء الأطفال، تنظيم رحلات سياحية وترفيهية لفائدة الأطفال وأسرهم، الاحتفال المتواصل باليوم العالمي والوطني للمعاق، ثم تنظيم ورشات للرسم والأعمال اليدوية بتأطير من متخصصين ملتزمين بسياق توفير الشروط والظروف المواتية للأطفال المعنيين لكي يتمتعوا بحقوقهم على الوجه الأكمل. وفي ذات السياق، لم يدع رئيس الجمعية الفرصة تفوته دون الإشارة إلى مركز المعاقين الذي تم إحداثه بخنيفرة، مستعرضا دور هذا المركز وأهدافه ومجالاته، والترتيب القائم لأجل تجهيزه بالآليات والحاجيات الخاصة، انطلاقا من ضمان الحقوق لكل الفئات من أطفال ونساء وأشخاص في وضعية إعاقة وفق ما تنص عليه المواثيق والاتفاقيات الدولية. أما كلمة النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، والتي تقدم بها رئيس تدبير الحياة المدرسية، فقد عبرت عن اعتزازها بالمساهمة في النهوض بفئة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وإدماجها في المنظومة التعليمية في إطار الرعاية الإنسانية وتشجيع التمدرس، حتى يتسنى لهؤلاء الأطفال العيش في حياة كريمة تسعى بلادنا إلى توفيرها وتحقيقها لهم، ولم يفت ممثل النيابة الإقليمية الإشارة إلى ارتفاع عدد أقسام الإدماج من واحد عام 2005 إلى 12 قسما على صعيد إقليمخنيفرة، وتضم أزيد من 100 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، تم الاعتماد في تدبيرها على مجموعة من الطرائق والأساليب البيداغوجية، بحسب ممثل النيابة الذي أضاف ما أكدته خبيرة فرنسية، سبق لها أن قامت بتأطير 70 مستفيدا على صعيد جهة مكناس مكناس تافيلالت، أن المغرب يعتبر في الصف الأول ضمن دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي يتعامل معها المعهد الفرنسي في هذا المجال. الأطفال المشاركون في الحفل، تميزوا بحركيتهم وتحديهم للإعاقة، وقدموا عروضا مسرحية وأناشيد جماعية رائعة تناولت حب السلام والتمدرس والأم، صفق لها الحاضرون بحرارة، بينما «استصدرت» دموعا من عيون عدة أمهات، وضمن الحفل تحلق عدد من الأطفال حول علم كبير متوج بصورة ملكية للتعبير عن اعتزازهم بوطنهم الذي يجمعهم ويحبهم، كما شاركوا في سكيتشات حول الحواس الخمس والإشارات الضوئية، ثم في مسابقة ل»صيد الحلوى» لخلق جو من الترفيه والبهجة. و ارتفع إيقاع الحفل لحظة تقديم مسرحية مخللة بصوت واحد «بْغينَا نْقراوْ» وفي أخرى «قادْرينْ نقرَاوْ»، وفي طياتها نداء قوي للجميع بالعمل على دعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ومؤازرة أمهاتهم وآبائهم وأوليائهم، ماداموا قادرين على التحدي والمراهنة، وكم كان حضور أطفال الاحتياجات الخاصة من مدارس ابن سينا وآمالو والمسيرة متميزا بما قدموه من عروض ممزوجة بالطموح والبراءة، قبل أن تفلح إحدى الطفلات في تقديم مسرحية بلغة الإشارة، وكانت بحق عربون تحد في أبهى صوره وحميميته.