حققت الخطوط الملكية المغربية «لارام» خلال الشهرين الأولين من 2012 ، نتائج أحسن من تلك التي تبناها البرنامج التعاقدي الذي وقعته مع الحكومة. ومن المرتقب أن تعود قريبا إلى تحقيق نتائج إيجابية، وذلك بالرغم من الظرفية الدولية الصعبة ومن الانعكاسات السلبية للصيغة التي اعتمدت في تحرير الأجواء، والتي تميزت بكونها كانت أحادية الاتجاه مادام أن عدة دول لجأت إلى صيغ حمائية، حالت دون تمكين الشركة المغربية من فتح خطوط في اتجاهها. هذه المعطيات جاءت على لسان عبد الرفيع زويتن، المدير العام التنفيذي للخطوط الملكية المغربية في اليوم الثاني من فعاليات المعرض الجوي الدولي الذي تحتضنه مراكش ما بين 4 و 7 أبريل 2012 . ومن بين ما ركز عليه أن تأخر تسلم طلبيات طائرات بوينغ 780 أثر سلبا على جودة الخدمات داخل الطائرات ولكن الإجراءات التي اتخذت حسنت كل المؤشرات، ومكنت من تشبيب الأسطول العامل في كافة الخطوط الطويلة والمتوسطة والداخلية. كما أن الدراسات المنجزة شجعت على الاحتفاظ بالبرنامج الاستثماري، وعلى تقوية مكانة مطار الدارالبيضاء كنقطة تلاقي الخطوط الجوية الدولية بحكم موقعها الجغرافي الذي يجعل منها صلة وصل بين أوربا وإفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، إذ ارتفع عدد المسافرين عبر الخطوط الملكية المغربية في اتجاه إفريقيا إلى حوالي مليون مسافر رغم الظروف الاستثنائية التي عاشتها المنطقة. ويراهن منظمو المعرض الجوي الدولي على أن تكون هذه المناسبة فرصة للرفع من قدرات الفاعلين في القطاع على مواجهة مشاكل العصر، وفي مقدمتها مواكبة التقدم التكنولوجي لمواجهة المنافسة في ظل ظرفية دولية متميزة بارتفاع أسعار النفط ومشتقاته، وبارتفاع عدد شركات النقل الجوي المنخفض التكلفة وبفتح الأجواء، ثم بتطور المعايير الدولية المعنية بالمجال البيئي وخاصة ما يرتبط منها بانبعاث الغازات وبالأصوات المزعجة عند الإقلاع والهبوط. المعرض الذي ينعقد تحت الرعاية السامية لجلالة الملك استقطب أهم الشركات المستحوذة على السوق العالمية للنقل الجوي المدني والعسكري، كما استقطب اهتمام العديد من دول الحوار التي حضر وزراؤها في النقل على أمل التهييء لإبرام صفقات تحسن عطاء أساطيلها الوطنية. وقد سجلنا في هذا السياق حضور وزيري الشقيقتين تونس وموريتانيا اللذين عقدا لقاء أوليا مساء أول أمس مع نظيرهما المغربي عزيز رباح. ويراهن المغرب على أن تكون الدورة الحالية من هذا المعرض، الذي ينعقد مرة كل سنتين، فرصة لتحسين النتائج التي حققها في كافة الميادين المرتبطة بالنقل الجوي، بما في ذلك الرفع من حصته في إنتاج مكونات الطائرات وفي تحسين خدمات الصيانة، وفي تقليص الكلفة على كافة المستويات التي تتدخل في تحديد الكلفة النهائية. وفي هذا السياق فإن الخطوط الملكية المغربية التي تواجه مخاطر فتح الأجواء دون اتخاذ إجراءات حمائية مواكبة، تشارك في المعرض برواق متميز وبفريق من الأطر التي يعود إليها الفضل في تحقيق نتائج هامة في مجال اقتصاد الطاقة بما بين 3 % و 5% ،وفي تقليص الأضرار الصوتية بمعدلات تراوحت بين 0,5 و 0,7 وحدة قياس EPN عند الإقلاع. واستطاعت في نفس الوقت أن تجعل المغرب من بين الدول التي حققت تقدما في مجال صيانة الطائرات. والجدير بالذكر أن المعرض الذي تتخلله عدة عروض جوية سيكون مفتوحا في وجه العموم يومه الجمعة شريطة التوفر على دعوة، كما أن دخول الأطفال سيكون مشروطا بمرافقة الوالدين.