هدف الفتح الوحيد، الذي سجله اللاعب البحري إبراهيم، في شباك حسنية أكادير في الدقيقة العاشرة من المباراة التي جمعت بين الفريقين برسم الدورة 23 من البطولة الاحترافية بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله، مكن الفتح الرياضي من الحفاظ على الصدارة، وبذلك يفسد فرحة المغرب التطواني، المنتصر على الجيش الملكي بثلاثية نظيفة، فحافظ بالتالي للبطولة على تشويقها. هذا التشويق الذي لم يعشه حوالي مائتي متفرج تابعوا المباراة من المدرجات، خلال الشوط الأول الذي كان فيه فريق الفتح غير قادر على فرض إيقاع لعبه، كما أن الفعالية غابت عن مهاجميه، خاصة بدر الكشاني الذي يظهر أنه لم يتخلص بعد من لعبه الأناني، الشيء الذي حرم فريقه من ترجمة العديد من العمليات الهجومية إلى أهداف. طريقة لعب الكشاني أثارت احتجاج من حضر من جماهير الفتح، فكان الصفير والمطالبة بالتغيير. وكان أجمل إنجاز للفريق الرباطي هو ذلك الهدف الجميل للاعب البحري «بارتماءة» رأسية قوية، بعد توصله بكرة عرضية من قدم الحلفي، مستغلا خطأ الحارس بوخريص وخمسة مدافعين في إبعادها. الهدف لم يكن عامل قوة لفريق الفتح الرياضي، الذي تمادى لاعبوه في إهدار الفرص، وجعل فريق الحسنية، بقيادة المدرب مصطفى مديح، يضغط بقوة ويتحكم في اللعب بإيقاع سريع، ولعب جماعي منظم، لكن غياب متمم للعمليات، أفشل كل الهجمات بالرغم من افتقاد الفتح لمدافعيه القويين (محمد بنشريفة وعبد الفتاح بوخريص)، لينتهي الشوط الأول بانتصار مقلق للفتح. القلق خيم على مجمل الشوط الثاني، بعدما تحكم فريق الحسنية في المباراة وضغط من كل الجهات، بلعب تميز باللمسة الوحيدة، والسرعة في التمرير، وإسقاط الكثير من الكرات في مربع العمليات، وليعرف فريق الفتح الإرتباك. هذا الإرتباك ازداد بعد طرد الحكم اليعقوبي للاعب نصير في الدقيقة 73. طرد بعثر أوراق جمال السلامي، فعمد إلى تغييرات اضطرارية لتقوية الدفاع. النقص العددي زاد من قوة فريق حسنية أكادير، الذي تميز بشكل كبير خلال الشوط الثاني، كما تميز الحكم اليعقوبي، الذي كثرت تدخلاته وبطاقاته (7 صفراء وواحدة حمراء)، الشيء الذي أخرج المدرب السلامي والجمهور من الهدوء إلى التوتر والاحتجاج. هذا الاحتجاج شارك فيه أيضا المدرب مديح، الذي كان قد احتج في الشوط الأول، بعد استقبال فريقه للهدف الوحيد الذي كانت سبقته ضربة خطأ لصالح الحسنية، لكن الحكم ترك الامتياز بالرغم من أنه لايعطى في العمليات الدفاعية. وقد كانت نهاية المباراة فرصة لاحتجاج المدربين مباشرة على الحكم اليعقوبي. تصريحان جمال السلامي، مدرب الفتح الرياضي «الفوز كان هو الأهم خلال هذه المباراة، وذلك ماحققناه بالرغم من كوننا ضيعنا الكثير من الفرص، وهذا راجع إلى غياب النضج، إضافة إلى طيش بعض اللاعبين الذين يهدرون فرصا لايمكن أن يهدرها آخرون. لقد تعبنا أمام فريق حسنية أكادير الذي تحكم في المباراة. بالنسبة للتحكيم، فإن الحكم تسرع في إخراج الأوراق». مصطفى مديح، مدرب فريق حسنية أكادير. «ماذا عساني أقول، يظهر أن المقابلة شهدت سيطرة فريق، وعاد الفوز لفريق آخر». بالرغم من الهزيمة فقد خرجنا بمرفوعي الرأس، لأننا لعبنا بطريقة جيدة، وتحكمنا في المباراة طيلة الشوط الثاني. والهزيمة كانت نتيجة لسهو الدفاع، وهو شيء غير مقبول، مع العلم بأن الحكم ارتكب بعض الأخطاء».