استرجعت حديقة ساحة بوشنتوف بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، «أنفاسها» المخنوقة لمدة سنوات، وذلك، بعد أن أقدمت مصالح السلطة المحلية ببوشنتوف صباح يوم الأربعاء 28 مارس 2012 ، على إخلاء الساحة من محتليها العشوائيين، وحجزت عشرات الدراجات النارية التي احتلت الفضاء كموقف لها ليلا ونهارا ، ناهيك عن الدراجات المهملة ، حيث أنها تركت لمدة تتجاوز ثلاث سنوات دون السؤال عنها! العملية خلفت استحسانا واسعا وصدى طيبا في أوساط الساكنة بالمنطقة ، خاصة وأن فضاءها الأخضر الذي كانت استبشرت خيرا بإخلائه من حافلات النقل العمومي، فإذا به يتحول مرة أخرى إلى فضاء للمتلاشيات من دراجات وعربات ولبعض المظاهر الشائنة ، وما يصاحبها من ضرر مادي ومعنوي للساكنة . خطوة السلطة المحلية شملت كذلك تحويل صناديق القمامة، وهي النقطة التي تتطلب معالجة آنية قصد وضع حد لانتشار كميات النفايات المتراكمة في هذه المنطقة ، والتي لها أبعادها السلبية على صحة المواطنين وعلى البيئة والجمالية ككل . وجدير بالذكر أن مبالغ مالية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كانت قد صرفت على هذا الفضاء من أجل تأهيله ومنحه مسحة جمالية وبيئية تأخذ بعين الاعتبار طبيعة روادها من أطفال ومسنين، إلا أن الإتلاف والتخريب قد أصاب كل ركن من أركانها ، واليوم استبشر المواطنون خيرا من هذه الالتفاتة، في انتظار التفاتات أخرى تعيد الرونق المفقود لهذه الحديقة، علما بأن مختلف المعايير البيئية الدولية تؤكد على أهمية الفضاءات الخضراء في حياة الانسان. بعد إخبار صاحب المحل التجاري من طرف ذلك الجار، أسرع بإخبار شرطة الدائرة الأمنية 18 بعين الشق التي حضرت ومعها الشرطة العلمية، حيث باشر كل منهما عمله ، حسب تخصصه. كما تم الاستماع إلى الشاهد لمعرفة أوصاف أفراد هذه العصابة وكيف تمت العملية. وحسب مصادر مقربة، فإنه من غير المستبعد أن يكون السارقون من القريبين لهذا الحي، وأنهم سبقوا وجلسوا بهذا المحل، حيث يعرفون كل كبيرة وصغيرة به.