نزل نبأ إسقاط المطربة المغربية دنيا باطما من مسابقة برنامج «عرب إدول» كالمفاجأة غير المنتظرة، إذ لم يمر بالخاطر أن تأتي المطربة المصرية، التي لازالت تحبو على أرضية مواهب تجرب صوتها وتحاول تطويعه بالجهد منها، وبالكاد تؤدي النغمات المطلوب أداؤها، تأتي هذه المطربة وتنتزع اللقب انتزاعا دون واجب حق، وإذ كان الغناء فهو الذي أطربت فيه دنيا الجماهير الواسعة بما ملكته من صوت عذب. وأما الباطل فهو الذي جرى يوم السبت 24 مارس 2012 .. مع البرنامج الغامض الذي تتلبد فوقه السحب المصطنعة. كل المتتبعين المغاربة الذين تابعوا المسابقة لم تقنعهم النهاية، وظلوا مندهشين، فأصيبوا بخيبة أمل وعبروا عن استنكارهم لما انتهت إليه الأمور، فالجميع أبدى أسفه إلا القناتان المغربيتان فلم يتحرك لهما جفن وظلا في برامجهما مستغرقتين في الجزئيات الروتينية، وكأن شيئا لم يحدث، في حين كان غيرهما يتحرقون شوقا إلى النتيجة وباتوا لوحدهم في حسرة عما كانوا يأملون، فأين ولت هاتان القناتان وجوههما؟ وإلى أي درب، بالخصوص، حطت القناة الثانية أشرعتها؟ لاشك أن الرياح فرقتها حتى لا تسأل عما جرى ل«دنيا»، وكيف تهتم بها وهي التي قذفتها إلى الأمواج المتلاطمة لتحط رحالها في شاطئ بيروت؟ تجرب حظها من جديد دون محسوبية أو زبونية، إن وجدت لها مكانا تحت الشمس. شيء ليس بالجديد على القناة الثانية في «محاربتها» للفن الأصيل، وفي أحسن الأحوال إهمالا. وما السهرات الإزعاجية إلا نموذج للطنين الذي يحدث الصمم في آذاننا. وكم حاولت أن تستميل الناس بالأصباغ البشعة علها تتحرك أثرا، لكنها لاتخدع إلا من غشيم الجهل وليس لهم دراية بالفن الغنائي. ما كنا ننتظر من المهتمين برعاية الفن أن يقولوا الحقيقة ويبدوا ملاحظاتهم على الإمكانيات الصوتية وخبرة أصحابها في تثبيت أقدامهم على الساحة الفنية، وإن فعلوا ذلك، فإنهم يسجلون التفاتة صحفية موضوعية ترضي مسيرة الطرب العربي أولا، وثانيا ترفع من شأن المطربة المغربية وتعطيها الاعتبار الذي تستحقه كهاوية أتقنت دورها في الأداء الجميل، إن لم نقل المتقن. ونهمس في أذن القناة الثانية أن تنبذ عنها هذا الإعراض والتجاهل.. وتلامس مشاعر الجماهير في إبداء رأيها الذي وصلها من أصداء حول دنيا باطما التي رفعها المستقبلون على أكتافهم يوم أن حطت قدمها على أرض المغرب بالدار البيضاء.