تحتضن مدينة سطات من 10 الى 14 أبريل 2012 الدورة السادسة للمهرجان الوطني لفيلم الهواة، الذي ينظم سنويا من طرف جمعية الفن السابع والمجلس البلدي لمدينة سطات بشراكة مع مجلس جهة الشاوية ورديغة والمركز السينمائي المغربي وبدعم وتعاون مع جهات أخرى. ويتمحور برنامج هذه الدورة الجديدة كالعادة حول الفقرات الأساسية التالية: أولا ،عروض الأفلام بسينما الأهرام، حيث، لأول مرة، ستنتقل عروض كل الأفلام من قاعة الندوات ببلدية سطات الى قاعة سينما الأهرام ، التي ستحتضن عروض أفلام المسابقة الرسمية، سيعلن عنها لاحقا، وعروض البانوراما المخصصة هذه السنة لأفلام المخرج المغربي الشاب علي الطاهري القصيرة الثلاثة: «مقبرة الرحمات» و«حلم يقظة» و«أمنيزيا» مع حوار مفتوح معه حول أفلامه وأسلوبه في الكتابة السمعية البصرية. ثانيا: المحترفات الأربعة، وتتعلق بكتابة السيناريو مع يوسف أيت همو ، والتصوير السينمائي مع كمال التمسماني وعبد العزيز مكرماني، والمونطاج الرقمي مع لطيفة نمير، ومعالجة الصوت مع عزيز الزيتوني . ثالث، حفل افتتاح، ويتميز، إضافة إلى كلمات الجهات المنظمة والتعريف بأعضاء لجنة تحكيم المسابقة الوطنية لأفلام الهواة التي يترأسها المخرج حسن بنجلون وتضم الى جانبه الفنان الموسيقي الحاج يونس والممثلة نعيمة إلياس والناقد والباحث أيوب بوحوحو والصحافي المحجوب فريات، بتكريم الفنان الفقيد عبد الرزاق كباصي أحد أصدقاء المهرجان وأبرز عازف كمان بسطات على امتداد أربعة عقود، وعرض فيلم «اليد اليسرى» القصير من اخراج مدير التصوير الشاب والمبدع فاضل اشويكة رابعا، حفل الاختتام ويتميز بالاعلان عن عناوين الأفلام الفائزة بجوائز المسابقة الرسمية مع توزيع الجوائز وشهادات المشاركة ، اضافة الى كلمات الجهات المنظمة والاختتام بعرض الفيلم القصير «حلم جميل» من اخراج الشاب عبد الغفار السالفي وموازاة مع ذلك، سيلقي المخرج حسن بنجلون، أحد الأعضاء المؤسسين لنادي / جمعية الفن السابع بسطات ورئيس لجنة تحكيم مسابقة دورة 2012 ، درسا سينمائيا عبارة عن خلاصة لتجربته السينمائية منذ مرحلة الهواية الى وقتنا الراهن الذي أصبح يحتل فيه الرتبة الثالثة من حيث عدد الأفلام الروائية الطويلة التي أخرجها، 9 أفلام، بعد كل من مصطفى الدرقاوي ب 11 فيلما و حكيم نوري ب 10 أفلام. إنه عرس فني حقيقي بامتياز، لقاء أحبة الميدان في مسابقة كنا ننتظر على أحر من نار الجود أن تجود بها واحدة من المدن، وهاهي مدينة الكوديم تحسم في الأمر.. وحسنا فعلت! تابعنا الدورة عبر وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة. وتأكدنا بأن القياس كان على المقاس وبأن التنظيم كان في مستوى الحدث، لجنة التحكيم تكونت من أسماء يشهد لها الحقل التلفزيوني بالدارية والنزاهة، والحضور كان وازنا حسب المعلومات المتوفرة.. كان موعدا فنيا وتظاهرة إبداعية ما أحوجنا إليها، ونتمنى أن يكون - كما صرح بذلك المنظمون - موعدا تلفزيونيا على مستوى الساحة المغاربية ينتقل بين مكناس ومدن مغاربية أخرى، وحينئذ سنكسب الرهان. وعاد أحسن دور رجالي مناصفة لمحمد الأثير بطل فيلم «الرقاص» الذي أخرجه عز العرب العلوي وأنتجته قناة «الأولى»، وبطل فيلم «مرحبا» للقناة الثانية وإخراج زكية الطاهري وأحمد بوشعلة. أما أحسن سيناريو في هذا المهرجان فكان من نصيب المخرج هشام جباري في فيلم «ظلال الموت» لقناة «الأولى». وتميز حفل اختتام الدورة الأولى لهذا المولود الجديد، الذي لقي إقبالا فاق كل التوقعات، وحضره رئيس جهة مكناس تافيلالت سعيد اشباعتو ووالي الجهة محمد فوزي وشخصيات تنتمي لعالم الفن والثقافة والإعلام وجمهور كبير شغوف بمتابعة الفن. كما تخللته فقرات فنية رائعة أحياها كل من الفنان الدرهم بمعية فرقتي عيساوة النسوية والذكورية. يذكر أن لجنة التحكيم تشكلت من الناقد حمادي كيروم والمخرجة نادية السعدي والصحفي مختار لغزيوي واشتغلت تحت رئاسة الفنانة القديرة ثريا جبران. ولم يقتصر برنامج الدورة الأولى لمهرجان مكناس التلفزيوني على عرض الأفلام بل تميز أيضا بتنظيم مائدة مستديرة حول موضوع «الإنتاج الدرامي المغربي» دعا فيها المشاركون القناتين «الأولى» والثانية إلى اعتماد تدبير شفاف ومهني لتشجيع كل المبادرات، وتنظيم العلاقة المهنية بين الفاعلين في مجال الإنتاج الدرامي، مشيدين في ذات الوقت بالجهود التي تبذلها القناتان لتشجيع وتطوير الإنتاج الدرامي التلفزي. وفي تصريح ل«الاتحاد الاشتراكي» اعتبر سعيد اشباعتو رئيس جهة مكناس تافيلالت، راعي المهرجان، أن المجال الثقافي لم ينل من المؤسسات المنتخبة، وأن التوقيع على ميلاد مهرجان عيساوة ومهرجان الفيلم التلفزيوني بمكناس لمن شأنه خلق دينامية ثقافية بالجهة وتوسيعها جغرافيا لتصل دول المغرب الكبير وجزء من إفريقيا، داعيا المنتخبين إلى إيلاء العناية والأهمية الكبرى للجانب الثقافي، مشيرا أنه ليس بالخبز وحده يعيش الإنسان. أما محمود بلحسن مدير المهرجان ورئيس جمعية العرض الحر، فعبر عن سعادته الكبرى للنجاح الذي عرفته الدورة الأولى لهذه التظاهرة الفنية والذي فاق كل التوقعات حسب رأي المتتبعين، مؤكدا أن هذه التظاهرة التي ستصبح تقليدا سنويا لن تقتصر في الدورات المقبلة على إشراك الإنتاجات المغربية فحسب، بل «سنسعى،إلى الانفتاح على أعمال تلفزيونية جهوية، إذ نفكر من الآن في أن تكون الدورة الثانية محطة مغاربية بامتياز، وسنعمل من خلالها على استضافة دول المغرب العربي الخمسة، التي نتقاسم معها الدين و اللغة و العادات و التقاليد، أملا في خلق سوق لتداول الفيلم التلفزيوني من مدينة مكناس». وإلى جانب الأفلام التي نالت جوائز شاركت في المهرجان أفلام «خضرا وحمرا» لمخرجته جيهان البحار، و«القرصان الأبيض» للمخرجة فريدة بورقية، و«أرض الجموع» للمخرج عبد الرحيم مجد من إنتاج القناة الأولى و«نادية» للمخرج طارق بنبراهيم، و«زمان كنزة» للمخرج داوود ولاد السيد، ، و«الحاج عيبود» للمخرج جمال بلمجدوب من إنتاج القناة الثانية.