أدخلنا ثلاثة من رجال الأعمال إلى نادي الأغنياء في العالم. بعد أن كنا ندخل، ونقيم ونستقر في عالم الفقر، دخلنا إلى عالم الغنى والثراء. السادة الميلود الشعبي وعثمان بنجلون والصفريوي، أثرياء مغاربة، ولا يتشابه مسار كل واحد منهم مع مسار الآخر، وربما لا تنافس بينهم ، نظرا لاتساع المجالات التي يشتغلون فيها. ويبقى في تقديري الأكثر إثارة للجدل هو ميلود الشعبي. أولا، لأن الرجل جاء من سفح الجبل وسفوح المجتمع، واستطاع أن يكون أكبر ثالث ثروة في بلادنا، ورفعته إلى مراتب غير مسبوقة. ثانيا، هو الوحيد الذي يتنقل بين الانتماءات السياسية، فهو تارة قريب من العدالة، وأخرى في قلب التقدم والاشتراكية، ومرة أخرى قائدا بيئيا لا يشق له غبار. ميلود الشعبي لا يفسر أبدا هذه التنقلات وتغيير الولاءات، لكنه يستطيع أن يحمل في خيمته الراحلة أبناءه وبناته. ابنته على رأس مدينة الصويرة باسم التقدم، وابنه في بلدية الرباط باسم آخر. ويمكنه أن يدافع عن البيئة ويحمل اسمها في القنيطرة، كمرشح للحزب الأخضر، ويمكنه أن يدمرها في المحمدية مثلا. للميلود الشعبي، أيضا، قدرة على إثارة الجدل، عندما يخرج في صفوف 20 فبراير يسقيها بماء سلطان، قبل أن يخرج من استثمارات الماء، إلى أفريقيا! ويمكنه، أيضا، أن يسكن الصفحات الأولى للجريدة، لأنه يخاطب رئيس الحكومة بلغة يفهمها هو أولا، ويتحدث عن الفساد في كل ما يجري في البلاد. وفي نهاية الأسبوع قد تجده يروي حكايته لصحيفة أخرى، ويتحدث عن عناية الملك بسيرته ودفاعه عنه في وجه ادريس البصري.. هو هكذا، ثري، يثير الزوابع، ويربح الصفقات، ويدافع بشراسة عن منطقته الرأسمالية. ويمكنه أن يقيم الفضاءات التجارية على «حلال» بين. سبق التوجه المحافظ في البلاد أن اقترح محلات حلال لبيع ما يبيعه منافسوه مع زيادة درهم «الجبهة» على كل منتوج. هو هكذا.. يمكنه في هذه المدينة أن يعطي توجيهاته لعماله بأن يساندوا فلانا، ويعد آخرين بالعمل إذا ما دعوا فلتان.. له المال والأعمال.. ويريد الجنة كنهاية. هو فريد حقا في الثراء..وسيكون غريبا جدا، ولا شك، في وسط الأثرياء الآخرين..