قرأت أن أثرياء مغاربة يستحوذون على شقق في قلب العاصمة باريس ، وأنهم، ينافسون الفرنسيين والإيطاليين، وقرأت أيضا أن أنس الصفريوي ، أصبح ثالث ثمانية من الأثرياء في العالم اليوم، من الذين يحسبون ضمن اللوائح السرية في العالم.. كنت أسحر نفسي، بهذه الأخبار الطيبة، والتي تبين أننا أيضا سنرث الأرض بفضل الأثرياءالجميلين والرائعين الذين يستطيعون، جازاهم الله خيرا أن يرتبوننا من بين الفصائل المحترمة في الكون. وهذا، بفعل السكن ، غير الشعبي طبعا، وبعيدا عن التعاونيات التي تذهب الكثير منها ضحية النصابة واللصوص غير المحترمين..) في أفخم العواصم أو بفعل السكن الذي يباع في بلادنا. الضحى التي تتسبب في الدوخة لأهل البلاد، أعطتنا رجلا وثريا كبيرا "«يحمر" الوجه للمغاربة»، ويستحق أن نجمع له كل الفنانين المغاربة وغير الفنانين ، ولماذا لا نستورد له إليسا وهيفاء ونانسي عجرم والسيد .. مكاوي حتى هو، من أجل أن تغني على طريقة المرساوي "بالصفريوي «اللي يطبب ويداوي»". بيننا وبين الصفريوي، أشياء مشتركة، فعلا. فهو له الضحى، ونحن لنا الضخى .. وهو صفريوي بالاسم وعبيد ربهم صفريويون ... بالصفر! والصفريوي يمكنه أن يضع يده على أية بقعة أرضية في تارودانت مثلا أو في المقاطعة 16 من باريس، ويضع يده على هكتارات من الدشيرة ، أو من بركان.. والعبيد الضعفاء لربهم يمكن أن يضعوا أيديهم على تلك الأراضي ..في الخريطة، أو في الأحلام ، عندما يكونون على مقربة من التلفزيون ، بمناسبة برنامج خاص عن الجيت سيت! يمكن في مغرب الثراء أن تجد كل الأساليب للاغتناء، بما فيها الاغتناء في باريس. يمكن أيضا أن يقودك العقار والعمل في التراب - الدنيا غبار كان الشيخ العماري يقول - الى أن تصبح أغنى أغنياء العالم، تأتي كل نجوم العرب والعجم الى السهر معك وربما تفكر في تجزئة جديدة في نجمة هاربة أو في المشتري أو في المريخ ، ولم لا، ما دامت المسافة بين الارض وبين السماء أقل بكثير من المسافة بين حي باشكو والمقاطعة 16 في باريس، وبين الشحاوطة ودوار الحجر بعين حرودة وبين شارع فوش في عاصمة الأنوار! أتأمل فقط الذين يريدون بناء بيت في السطح!! وأسخر قليلا من نفسي لأن الامر لم يعد مطروحا بتاتا في مغرب شارع فوش والمقاطعة 16!!!!! بيت في السطح؟ هل أنت جاد أيها الرجل؟ هذه هي القضية التي تبدو بعيدة جدا، كمن يتحدث عن بناء غرفة .. وراء العالم أو بناء بيت .. شعريا بالإسمنت والحديد! غرفة في السطح، هل أنت مجنون، والوقت اليوم لكي تكون في المقاطعة 16، بباريس، بدون أن تكلف نفسك عناء الغبار والجيران والمهندس المعماري! أنت مثل ذلك الرجل الذي دخل الجنة، بعد حياة فقر مدقع ورهيب، وبعد سنوات عجاف دامت العمر كله. ولما استيقظ وجد ملائكة الرحمان حوله يعرضون عليه ما يريد. فقال الرجل: هل تقولون إن من حقي أن أحصل على ما أريد. قالوا : نعم قال: كل ما أريد ..؟ قالوا: نعم.. فقال الرجل :أريد كسرة خبز طازجة، وكأس شاي ساخن.. لأنه ، أمضى العمر يأكل الخبز البايت والشاي البارد. بيت في السطح. قال!!