لم تكن إحدى المواطنات وهي تتوجه مساء يوم الخميس 23 فبراير من السنة الجارية، صوب محل لغسل وتنظيف السيارات يتواجد بشارع الحزام الكبير بمنطقة الفداء درب السلطان، من أجل ترك سيارتها لتنظيفها، تعتقد أنها بعد عودتها لاسترجاعها بعد حوالي ساعة من الزمن ، ستفاجأ باختفائها ، شأنها في ذلك شأن المستخدم الذي اختفى بدوره، حيث أمسكت رأسها بكلتا يديها وهي مصابة بالدهشة والذهول الممزوجين بالخوف من ضياع سيارتها من نوع «ستروين سي 3»، مستحضرة روايات وقصص لأشخاص سبق وأن كانوا عرضة لسرقة سياراتهم من محلات تنظيفها، كما وقع بالحي الحسني نموذجا، قبل اعتقال الفاعل من منطقة اسباتة والكشف عن أفراد العصابة، تنضاف إليها حكايات عن عصابات أخرى، تقوم العناصر الأمنية ، بين الفينة والأخرى، بتفكيكها، كما هو الحال بالنسبة لعصابة السيارات التي فككتها مصالح أمن آنفا مؤخرا والتي تجعل من السيارات هدفا لها. الواقعة وإقرار صاحب المحل بكون مستخدمه قد اختفى عن الأنظار ، دفعت السيدة إلى التوجه صوب مقر الدائرة الأمنية من أجل تسجيل شكاية في الموضوع، والتي انتقلت عناصرها برفقتها إلى المحل الذي شهد تفاصيل الحادث، حيث أقر صاحب المحل بصحة الواقعة، مقدما البيانات المتعلقة بالمستخدم حتى تتم الاستعانة بها من أجل الوصول إلى المختفي والسيارة «المختطفة»، حيث تبين أن الأمر يتعلق بالمسمى «ر.ك» من مواليد سنة 1990 والقاطن بدوار اولاد هرس بتراب الحي المحمدي، فتم إشعار النيابة العامة بالواقعة التي أعطت تعليماتها للمصالح الأمنية للقيام بالمتعين، قبل أن تغادر صاحبة السيارة مقر الديمومة، وقلبها يرتجف وتفكيرها مشتت، لاتعرف إن كانت سترى سيارتها من جديد أم لا؟ ساعات بعد ذلك وقبل بزوغ الفجر بقليل، تقدم أمام المصالح الأمنية المعنية صاحب محل التنظيف مرفوقا بالمستخدم المبحوث عنه، الذي بعد استفساره عن مآل السيارة ودوافع ركوبها والاختفاء بها عن الأنظار، أنكر كل علاقة له بالموضوع ، مدعيا أنه لايتوفر على رخصة السياقة حتى، وبالتالي فهو لايمكنه قيادة السيارات، لكن تضييق الخناق عليه بأسئلة العناصر الأمنية دفعه إلى الاعتراف بأنه ، وبعد أن انتهى من تنظيفها، تظاهر بوضع مفاتيحها، إلا أنه استقلها وبعد أن أدار محركها غادر بها المكان، وظل يتجول بها في مختلف مناطق العاصمة الاقتصادية، قبل أن يعمل على ركنها بحي عادل حوالي الواحدة صباحا، ثم قام برمي مفاتيحها بين بعض الأشجار المتواجدة هناك ! المصالح الأمنية وبعد اعتراف المستخدم بما قام به، عملت على مصاحبته إلى المكان الذي قال بأنه ترك به السيارة، وهناك بالفعل تمت معاينتها وتم العثور على المفاتيح ملقاة أرضا، كما عملت على التدقيق فيما إذا كانت السيارة تحمل أية علامات قد تكون مرتبطة بوقوع حادثة ما، وبعد ذلك تم نقلها عبر سيارة «الديبناج» من أجل تسليمها إلى صاحبتها بعد ذلك، في حين تم وضع «المختطف» رهن الحراسة النظرية بعد إخبار أسرته، إلى حين استكمال البحث واتخاذ التدابير القانونية المعمول بها.