يرى سعيد بوحاجب، الرئيس السابق لجامعة الريكبي، أن الوضع الذي وصلته هذه الرياضة يقتضي تدخلا عاجلا من الوزير، لأن مصلحة الريكبي تقتضي ذلك، مشيرا إلى أنه لم يخطئ حينما تقدم باستقالته، نافيا أن يكون مع أي جهة، مؤكدا على أنه غادر الجامعة ببال مرتاح. السيد سعيد بوحاجب، أمام هذا الطريق المسدود الذي وصلت إليه جامعة الريكبي، ألا تشعر بأنك أخطات حينما تقدمت باستقالتك إلى الوزارة الوصية؟ لا أظن ذلك، لأنني حينها وجدت نفسي مضطرا للاستقالة لمجموعة من الاعتبارات أفضل عدم ذكرها الآن، وكما لايخفى على الجميع فقد سبق لي أن تحملت مهام التسيير في عدة رياضات ككرة القدم، حيث شغلت منصب نائب أول لرئيس فريق الوداد البيضاوي، كما أنني سيرت في مجال رياضة الفروسية، لكن هذه الاستقالة لا تعني أنني ابتعدت عن رياضة الريكبي، بالعكس فأنا مارستها، ومازلت أرأس ناديا، بمنطقة سيدي عثمان، كما أن الجامعة الآن تتوفر على رئيس ومكتب منتخب. بالنظر إلى التجربة التي راكمتها داخل جامعة الريكبي، كيف تقيم هذا الوضع الذي آلت إليه الأمور؟ + حتى أكون أكثر إيجابية، أود أن أطرح التساؤل التالي، من وراء هذا الوضع، ومن المستفيد؟ إن المتتبعين لهذه الرياضة بلاشك يعلمون جيدا من يقف وراء ما وصلت إليه رياضة الريكبي، ومن سعى إليه. وشخصيا لا أرى أي مستفيد، لأن الخاسر الأكبر هو الركبي المغربي. ومن جانب آخر، أتمنى من السيد الوزير أن يبادر إلى فتح حوار، وأن يلم شمل هذه الرياضة. لقد كانت في البداية هوة صغيرة بين الأطراف المتنازعة، لكنها سرعان ما اتسعت، وبات من الملح التدخل العاجل والمسؤول للسيد الوزير. إن هذا الوضع ساهمنا فيه جميعنا، وبالتالي يجب على الوزير أن يتدخل في أقرب وقت، لا أن يقول إنه غير مسؤول، لأن استمرارية الإدارة تقتضي منه التدخل الفوري، وحينها سيخرج كبيرا في أعين الجميع، لأنه حينها سيعيد الثقة إلى كل الجامعات الرياضية. وبصفتي رئيسا سابقا لهذه الجامعة، فأنا على استعداد لمساعدته لإيجاد مخرج لهذه الورطة، بعيدا عن أي حسابات. فأنا لا أطمح للرئاسة ولا أي شيء، فقط من أجل هذه الرياضة، المقبلة في شهر شتنبر المقبل على خوض التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم، التي ستجري بروسيا سنة 2013. وحتى لا تفوتني الفرصة أود أن أشير إلى أنه في شهر شتنبر 2011، قام المكتب الجامعي السابق بمجهود كبير، حيث سهرنا على تأهيل المنتخب المغربي إلى هذا الدور النهائي، بعد احتلال للرتبة الأولى عن منطقة شمال إفريقيا، وانتصرنا على المنتخب التونسي، الذي كان يعد من بين عشرة منتخبات الأولى عالميا في الريكبي السباعي. لقد بات من الضروري توحيد الصف، فالمعارضة تضم أسماء فاعلة، والمكتب الجامعي يضم أسماء طموحة وغيورة، وبالتالي وجب تضافر جميع الجهود، وأن تقبل المعارضة بالعمل تحت إشراف الجهاز الجامعي الحالي، لما فيه خدمة رياضة الريكبي الوطني. فعندما حاولت تقريب وجهات النظر واحتواء كل الأطياف وجدت معارضة شديدة سواء من الجميع، ومع الأسف فهذا الوضع لا يخدم إطلاقا رياضة الريكبي المغربي. هناك من يؤاخذ عليكم الطريقة التي كانت تدار بها أمور الجامعة، كيف تعقب على الأمر؟ عندما تسملت مهمة الإشراف على الجامعة قبل تسع سنوات، وجدت 1500 ممارس مغربي، وكانت هناك فقط فئتي الشبان والكبار. وبعمل كافة أعضاء المكتب الجامعي، اتسعت القاعدة، وتجاوز العدد 8000 ممارس، حيث أحدثنا كافة الفئات بدءا من المدرسة والصغار حتى الكبار، وأحدثنا رياضة الريكبي السباعي ذكورا وإناثا، وأصبح الريكبي النسوي الثالث إفريقيا. هذا العمل لا يجب أن يتم إقباره، بل تعزيزه، ومواصلته من أجل الارتقاء بهذه الرياضة، التي مازالت في حاجة إلى عمل كبير. أستغرب كثيرا لمثل هذه الأقاويل، لأننا في ظرف تسع سنوات حصلنا على كأسين لأمم إفريقيا، وهو إنجاز لم يسبق لأي جامعة للرياضات الجماعية أن حققته، كما أننا كنا على وشك الفوز باللقب الثالث، لولا أن الكونفدرالية الإفريقية ألغت نهاية سنة 2010، التي كنا مرشحين للفوز بلقبها. أضف إلى ذلك أننا أحدثنا خمسة ملاعب جديدة، وخلقنا أندية جديدة. لقد قمنا بعدة أشياء إيجابية لهذه الرياضة، وحرمنا عمدا من أشياء أخرى. وما يدفعني إلى التماس التدخل العاجل لوزير الشباب والرياضة، هو أن الريكبي المغربي تنتظره استحقاقات كبرى، ففي هذه الفترة من الموسم الماضي، كان المنتخب الوطني قد شارك في العديد من الدورات الدولية، وخاض مجموعة من المباريات، التي خولته احتلال الرتبة الأولى في التصفيات المؤهلة لكأس العالم. في حال بقاء الوضع على حاله، كيف تتصور مستقبل هذه الرياضة؟ لا أعتقد أن الوزير الحالي سيقبل استمرار هذا الوضع، لأن هناك عملا كبيرا يتم القيام به في ظل الدستور الجديد. وما يدفعني إلى الاعتقاد بأن الوزير سيصحح الأمور، أنه لن يقبل على نفسه الامتناع عن تنفيذ حكم قضائي لمحكمة تدخل تحت سلطة وزير العدل والحريات، شريكه في الأغلبية. لقد وجد أمامه ملفات ضخمة، وأولها ملف المنتخب الوطني لكرة القدم، وراتب غيريتس، وهُيّئَ إليه أن ملف الريكبي سهل، بل العكس، لأن «العود اللي تحكرو يعميك». وبالتالي عليه أن يعيد النظر ويبادر إلى التدخل الفوري لإصلاح هذا الوضع. فلا يعقل أن تنطلق بطولة الريكبي السباعي بإقصاء منطقة الشرق بكاملها، لأن هذا يضرب الوحدة الوطنية. وأنا رهن إشارته لمده بالمعطيات الكافية لحسم الأمر، وبالطريقة المثالية، علما بأنني لست مع أي طرف، فكفاني ماعملته في الرياضة، لقد غادرت الجامعة ببال مرتاح، ومن قال إنني خرقت أو أسأت خلال فترة رئاستي للجامعة فليواجهني وبالدليل.