اختتمت مساء أول أمس، فعاليات مؤسسة محمد بن سعيد أيت إيدر للأبحاث والدراسات, بإصدار بيان يتوجه إلى المستقبل من أجل بناء مغرب عربي للشعوب واعتماد المقاربة الديمقراطية، كما أصدرت الفعاليات الشبابية بدورها بلاغا تؤكد من خلاله ضرورة تعميق البحث ودعم المبادرات الشابة من أجل البناء المغاربي تكون فيه الريادة لصوت الشباب. وتميزت المداخلات المتعددة التي استمرت مساء الجمعة وطيلة يوم السبت بكلمة فتح الله ولعلو, عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتي أكد من خلالها تفاؤله ببناء المغرب العربي بعد 50 سنة من التعثر, مؤكداً على ضرورة أن تنطور ذواتنا، مضيفاً أن التسعينات من القرن الماضي على المستوى الاقتصادي أصبحت ما بعد التاريخ ومنذ الاستقلال الى الآن لم يتحقق أي شيء على مستوى البناء المغاربي, لغياب الثقة بين البلدان وعدم احترام خصوصية كل بلد, وهو ما يجب القطع، وأكد في نفس الحين على أن القصور واضح فلم ننجح في التدبير الاقتصادي والسياسي بتغييب الديمقراطية والفتور في العلاقة بيننا وبين أوربا. وخلص ولعلو إلى أن العالم تغير عدة مرات واليوم نتجه نحو تعدد الأقطاب وظهور فاعلين جدد مثل البرازيل والصين وغيرها... وأقر ولعلو بأهمية البناء المغاربي في مواجهة أوربا والعمل في العمق الافريقي الذي يشكل المستقبل. من جهته، أكد سعيد السعدي القيادي بحزب التقدم والاشتراكية إلى أهمية اعتماد المقاربة الاجتماعية، مشيراً إلى تجربة مجلس التعاون الخليجي، والذي استفاد منه الأغنياء فقط، مفضلا نموذج التآزر والتكامل، ومعلنا اتفاقه مع برلمان مغاربي بالمناصفة بين الرجال والنساء في اعتماد لمقاربة النوع. من جهته، خص العربي المساري كلمته في شهادة حية في حق محمد بنسعيد أيت إيدر الذي وصفه بالرجل الذي لا يخاف إلا الله، مذكراً بمساره الطويل, حيث ظل صلباً ومتفائلا ولا يتلعثم حيث يتطلب الأمر قول لا، ودعا الأستاذ ادريس بنعلي الى إنشاء وحدة براغماتية استراتيجية، مؤكداً على أن الثورات تقوم حيث يكون هناك نمو اقتصادي كبير وليس هناك توزيع عادل للثروات، أما المناضل الجزائري الأستاذ حربي، فقد أكد على أهمية المقاربة الاجتماعية في البناء المغاربي واستبعاد المقاربة الأمنية وضرورة إعطاء الأهمية للبناء الاقتصادي وتشكيل برلمان مغاربي وأن يلعب الجامعيون والمثقفون دوراً فاعلا في هذا المسار. تحدث متدخلون من مختلف دول المغرب الخمس ومن المشرق, وكانت المداخلات تسير في اتجاه أنه لا يمكن للمنطقة أن تعرف التقدم دون البناء المغاربي المتعدد والمنفتح المبني على الديمقراطية وإرادة الشعوب وليس إرادة الأنظمة فقط. وكان لافتا حضور الشباب والشابات في هذا الإطار تنظيماً ومساهمة في إغناء النقاش وسهراً على إنجاح كل البرامج.