بعد تصدره لائحة مبيعات كتب الأدب في معرض بيروت الدولي للكتاب.. وقعت جاهدة وهبه كتابها ضمن المعرض الدولي للكتاب في الدارالبيضاء، أمس الأحد 12 فبراير، في الرواق الخاص بدار الساقي. جاهدة وهبه، بعد التمثيل والإخراج واحتراف التلحين والغناء للكبار أمثال الحلاج و محمود درويش وطلال حيدر وغونتر غراس وأحلام مستغانمي.. ها هي تقترف تجربة جمالية جديدة، وتفاجئ جمهورها بغير المنتظر بكتاب غريب أو مدونة كما أسمته إذ لم تستطع أن تحدد لها جنسا أدبيا. فلا هو كتاب في الرواية ولا في الشعر بل هو أقرب إلى «شهب سرية رهيفة» مرسومة بالكلمات، ليس على صفحات من ورق كما اعتاد القارئ ولكن على بياض افتراضي، بين كائنين إفتراضيين هدى (أنثى التشيللو) وإدير (الطارقي الأزرق).. شخصيتان من عالم الفايسبوك يتسامران بالمجاز خلال الخمس ليالي الإفتراضية الأخيرة قبل دخول السنة 2010للميلاد. 1- ليلة غودو في هذه الليلة يتم اللقاء ويتحقق الممكن الذي لم يعد ممكنا وهو عودة غودو بعد انتظار طويل..تقول هدى: «أنت تحاول أن تنسى امرأة أو تنتظر أن تغريك أخرى ؟» يجيبها إدير: «أنا أنتظر الآتي الذي لايريد أن يأتي يا سيدة النسيم العليل..أنتظره أن يأتي في ملامح أنثى تستطيع أن تحقق شرط المستحيل..أنا أيضا أنتظر غودو سيدي..غودو..!» 2- ليلة العنقاء وهي الليلة التي سينبعث فيها إدير من رماد هدى بعد أن تمنت له الموت تقول: «أرجو لك الموت قريبا..بحرير امرأة..دمت رهيفا أيها الوسيم» يجيبها إدير: «شكرا لأنك تمنيت لي الموت العاجل الجميل..لكنني أعدك بأنني سأبعث من رماد نارك كالعنقاء..أيتها العنقاء» 3- ليلة التوليب ليلة متصوفة سيتحقق فيها شرط المستحيل وتصير الأنثى هدى توليبة..تقول له: «كان نومي فيك شهيا..حد الموت..كيف شردتني فيك حتى انتابني سبات ضلعك فما عدت أهوى الصحو ؟» يجيبها: «كان صحوي فيك يا توليبتي شهيا كطعنة خنجر..ويحي ويح قلبي وما جنى يا معين الضنى علي أعني على هدى..مدد يا وحيدا يا أحد..» 4- ليلة هدى زاد وهي إحدى ليالي شهرزاد حيث سيلح إدير على هدى للبوح بحقيقتها يقول: «بوحي بأي شيء أيتها النبية..فكل ما قلته له وقع الوحي عليّ..» تجيبه: «بماذا أبوح..كيف أهيل حكاية شهرزادك كيف أعريني لنهم أسئلتك ؟» يعود ويسألها: «يا هدى زاد أما من صورة لك أريد أن أرى نفسي فيك عين اليقين..أريد أن أعرف كيف أبدو وأنا أنثى..وأنا بأحمر الشفتين..!» 5- ليلة الأنثى وهي الليلة الأخيرة حيث سيشتد الشغف والحنين ما بين العاشقين ليعلن إدير عن نفاد صبره قائلا: « هدهد بوحي بوحي أنا لن أغفو أنا لن أنام..لا عطر لاشعر لاطعام..إلى أن تبوحي معبودتي أنا في صيام..» وترد عليه قائلة « ابعث لي رقمك..لأبوح..سأهتف لك بعد منتصف الليل..أسمع صوت يا سرابي المبحوح..» لكن هل فعلا ستبوح هدى بشخصيتها الحقيقية أم أنها ستستمر في تعذيبه أكثر..؟ هذا ما سيظل في غيب الكتاب..؟ هذه المستحيلات التي أصبحت ممكنة في هذه الليالي الخمس بختم العشق..تقع في كتاب من 125 صفحة قالت الكاتبة عنه أنه صكّ عشقي وذرفٌ عن الجوى والوجد .. ذرف لأنه ليس نثراً ولا شعرا بل هو هطلٌ كالدّمع .. كذاك الانفعال الماطر الذي يأتينا في الفرح والحزن في الخيبة والّلوعة في الرّوعة والدهشة .. كما أرادت الكاتبة جاهدة وهبه في تصميمه أن يكون أنيقا يفتح كما يفتح الحاسوب وصفحاته مثل صفحات الفايسبوك تحت عنوان الأزرق والهدهد ?عشق في الفايسبوك- صادر عن دار الساقي الطبعة الأولى 2012 وعندما سئلت وهبه كيف أتتها فكرة الكتاب المجنونة قالت: أنا فقط « رميتُ بقنديلي في البستان ليبصر جليّاً ثمّ هجعتُ..» كما يقول إيلوار .. ولدَت من رحم هذا العالم الألكتروني.. من قصص ألهمتني من ذاكرة هدهدتني وآتٍ وعدني ..من قدر بعثرني ..ولدت من شهقات تلك الشّهب السّرية الرّهيفة.. ولدت من يناع الأحلام..