طلب مني -مشكورا- الزميل والشاعر المبدع بوجمعة أشفري المساهمة في ملف نشرته أسبوعية «الوطن الآن»، التي يرأس تحريرها، ضمن عددها الأخير الصادر يوم 2 فبراير الجاري. أسباب نزول الملف تتمثل في إعلان المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب عن عقد المؤتمر الثامن عشر للمنظمة في نهاية شهر مارس المقبل، وقد تمحور حول سؤال: «ما هو البروفيل المحتمل الذي تريدونه للرئيس المقبل، خاصة ونحن الآن نعيش وضعا يقال إنه جديد واستثنائي في ظل حكومة يخاف العديد من المتتبعين أن تتراجع في عهدها الحريات في الثقافة والفن والنشر؟» وقد ساهم في الملف كل من: - محمد عنيبة الحمري: راهن الاتحاد لا يعكس القوة التي كانت له في السابق، - لطيفة لبصير: على الرئيس أن يكون أكثر موضوعية من المحيطين به، - محمد بودويك: لا نريد مكتبا مفتول العضلات لا يصلح إلا للملاكمة والدسائس، - عز الدين العلام:لا أريد أن يكون الرئيس جبانا في طرحه لقضايا الثقافة، - بنيونس عميروش: حكامة الاتحاد رهينة بالانفتاح على مختلف الحساسيات. ولقد عبرت شخصيا، ضمن الملف، عن الرأي التالي: «الربيع العربي، 20 فبراير، دستور فاتح يوليوز واكتساح حزبين محافظين لصناديق اقتراع 25 نونبر. «أربعة عناوين ستلقي بظلالها، بدون شك، على مجريات المؤتمر القادم لاتحاد كتاب المغرب. ومعها، أيضا وبكل تأكيد، الأزمة التنظيمية التي كادت تعصف باتحاد الكتاب، والتي أبرزت أن التدبير «الرئاسي» لشؤون المنظمة أصبح متجاوزا ومصدر شلل. «لذا، يبدو لي أن الرئيس الجديد يجب أن يتمتع بقدرة فائقة على الإنصات لنبض زملائه في المنظمة ولنبض الأصوات الثقافية الجديدة بمختلف صيغ تعبيرها، وأن يكون متشبعا حتى النخاع، فعلا لا قولا، بمبادئ التدبير التشاركي لحياة الاتحاد وألا يرى عيبا في تفويض المهام لزملائه في المكتب التنفيذي أو المجلس الإداري. «وقبل هذا وذاك، يبدو لي أن الرئيس الجديد يجب أن ينتخب على أساس برنامج تعاقدي يجدد أسئلة الاتحاد ويطرحها بشكل مبتكر يأخذ بعين الاعتبار تحولات المجتمع وأنساق التعبير، ومنها سؤال تراجع الفكر الحداثي أمام زحف المحافظة، وسؤال الدور المجتمعي للكتاب والمثقفين. «أتمنى رئيسا لا يسجن اتحاد الكتاب في دور جمعية محلية. بل يفتح أمامه أفق الفعل العميق حتى يسترجع الكتاب دورهم التنويري والتحديثي. وهذا يتطلب، من ضمن ما يتطلبه، الإعداد لبناء اتحاد متجدد تنظيميا، عماده الجهوية الموسعة القادمة، ليصبح المكتب التنفيذي إطارا «فيدراليا» للتنسيق، واتخاذ المواقف الكبرى حول قضايا البلاد والعباد وعلى رأسها حرية الإبداع والتفكير، وتنظيم الأنشطة الكبرى ذات الإشعاع الوطني والعربي والدولي. «مثلما أفترض في الرئيس المفترض التفتح على ثقافات العالم والإلمام بها، حتى ينفتح الاتحاد، أيضا وأساسا، على «الآخر» غير العربي. رئيس شاب إذن بعقلية متفتحة. «رئيس لا يعتقد الاتحاد ملكية خاصة له ولا يضع جميع مفاتيح المنظمة في جيبه وكل ملفاتها في حقيبته الشخصية.» هامش إضافي: هل فعلا حدس الشعراءلا يخطيء؟ عصف السؤال هذا بذهني يوم الثلاثاء الماضي، إذ برمج الشاعران عنيبة الحمري وبوجمعة أشفري ومن معهما من أصدقاء ديونيزوس، مساء ذلك اليوم، اللقاء الشهري لحلقتهم احتفاء بالفنان مولاي الطاهر الأصبهاني. كانا يعلمان، مسبقا، أن من نسميهم مجازا بأسود الأطلس سيواجهون في نفس التوقيت منتخب النيجر ضمن منافسات الكأس الإفريقية. لكنهما حدسا أن المقابلة لن تكون ذات أهمية، وأن الفريق الوطني سيكون قد أقصي، ولذا فقد عمما الدعوات قبل أن يهزم الغابون لاعبي غيريتس. ربما يخطيء حدس الشعراء أحيانا. لكن بوجمعة وعنيبة لم يخطئا ذلك الثلاثاء.