تابع البيضاويون من المهتمين بالمجال الكروي وغيرهم، تداعيات المقابلة غير المكتملة الشوطين التي جرت أطوارها بين فريقي الرجاء البيضاوي والكوكب المراكشي برسم ذهاب سدس عشر نهاية كأس دوري الأمل، و ذلك عقب اقتحام أنصار الفريق الأخضر لأرضية ميدان مركب مولاي رشيد بالدار البيضاء، مما اضطر حكم المباراة لتوقيفها في ظل غياب وانعدام الامن. مرد هذا التتبع ليس لعشق في الرياضة وفي سواد عيونها، ولا هو رهين بالكيفية التي انقلبت بها مجريات الأمور، كما أنه لا يرجع إلى وحدة الشعور بالخيبة حيال واقع المنتخب الوطني الذي قيل إنه «المحرك والدافع إلى الاحتجاج واقتحام أرضية الملعب»، ولكن السبب الرئيسي والفعلي للتتبع كان هو تخريب الممتلكات العمومية الذي غدا العنوان الأبرز لحصيلة كل لقاء كروي، وتحديدا حافلات النقل العمومي. المواطن البيضاوي البسيط الذي لايمتلك وسيلة نقل تقله صوب مقر العمل أو لقضاء أغراضه اليومية المختلفة، والذي ليس له من بديل عن حافلات النقل العمومي، رغم «البهدلة» التي قد يحسها ومعاناته للأمرين خلال الانتظار، أو بالنظر إلى الوضعية التي لايحسد عليها والتي يكون عليها داخل أغلب هذه الحافلات ، فضلا عن حالتها الميكانيكية المتردية التي تجعلها رهينة الاعطاب في كل وقت وحين، إلا أنها ورغم كل ماقيل وقد يقال فهي ملاذه الوحيد والتي أصبح يخشى عليها أن تصاب بأي «مكروه»، سيما بعد مقابلات كرة القدم، حين لايجد قاصرون ويافعون وشبان، مخمورون، مخدرون أو في كامل وعيهم، من وسيلة للتعبير عن السخط والاحتجاج والتفريغ عن مكبوتاتهم غير هذه الحافلات لرشق زجاجها بالحجارة لتكسيرها وتخريبها، أكانوا على متنها أو أقدموا على ذلك من الخارج!؟ حافلات يتم تخريبها مساء، وعند الصباح تجدها تطوف شوارع العاصمة الاقتصادية بزجاجها المكسور في عز البرد وتحت قطرات الأمطار، بينما الركاب بداخلها يرتجفون وأجسادهم تعتريها القشعريرة، البعض يحاول الاحتماء بقطعة كرطونية أو حقيبة أو ملف أو حتى مظلة في اليد، وآخرون يتخذون من أجساد بعضهم البعض درعا «تضامنيا» في محاولة للبحث عن دفء يقيهم شدة البرد، سواء في الساعات الاولى من الصباح الباكر أو بالليل، وحتى في وسط النهار. ركاب في «رحلة قصيرة» نحو مقر العمل يؤدى عنها مبلغ 4 دراهم أو أكثر بالنسبة للمتجه لضواحي المدينة، قد تؤدي بهم إلى إخراج دراهم أخرى ليست بالهينة تكون غير مبرمجة بعد الإصابة بنزلة برد، قد تكون لها من الانعكاسات الشيء الكثير، ومنها الحرمان من العمل لأيام، قد يكون الإنسان في غنى عنها، لكن مرضه الذي جاء نتيجة عدم قدرته على استبدال الحافلة العارية بوسيلة نقل أخرى، نظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية المعيشية، يكون هو السبب الاضطراري لذلك، لأن لحظة طيش من إبنه أو شقيقه أو أحد أقربائه، دفعته حماقته خلالها إلى تخريب حافلة انتقاما من وضعية ما، تسبب له ولغيره في تداعيات لاتكون بالحسبان، مادامت شركة نقل المدينة تجد نفسها هي الاخرى غاضبة على هذه الأفعال التخريبية تاركة الحافلات على وضعيتها تلك، ليؤدي بذلك الثمن المواطن البيضاوي البسيط الذي لم يكن له دخل في هذا السلوك الشائن!؟