وجد وزير الشبيبة والرياضة ما يكفي من الجبهة» لكي يخاطب المغاربة بغير ما ينتظرونه. وصرح لأحد المواقع الرياضية بأنه لن يطالب بإقالة غيريتس، ولا يستطيع إعلان راتبه. فهو إعلان عن عجز مزدوج، يتطلب منا أن نقول للسيد الوزير، أولا، لست من يطالب برحيل وإقالة غيريتس، فهذا جزء كبير من المغاربة غاضب من الأداء الذي شاهده. ثانيا، لا يقبل المغاربة كيف يصبح الراتب الشهري لمدرب المنتخب الوطني، في عداد أسرار الدولة، وبطلب أو بشرط منه. كيف يعقل أن يتضمن بند ما في العقد مع السيد غيريتس، شرط عدم الإفصاح عن أجرته الشهرية، التي تنالها حساباته من أجرة المغاربة المعروفة، وأموالهم العلنية؟ لقد كان على الوزير أن يملك الجرأة لكي يعيد النظر في كل ما أصبح في عداد المسلمات في المغرب الكروي. باسم كل الذين وقفوا إلى جانب منتخب بلدهم، وباسم كل الذين قالوا بربط المسؤولية بالمحاسبة.. وقد ذكرنا السيد عبد الإله بنكيران، مشكورا بهذا الربط، عندما تقدم بتصريحه إلى البرلمان.. السيد أوزين يقول لنا، فيما يشبه كتيب أو مصنف للحب الكروي الخالص أن بعد الهزيمة أمام الغابون تبين أن كرة القدم ليست فقط مهارات فردية، بل هي إحساس ولعب من القلب..» طيب ليكن، وماذا عن اللعب من.. الجيب؟ أليس من الضروري أن يكون هذا القلب الطيب على علم بما يدخل إلى جيوب المدربين؟ إننا ندعو الله دوما? «ربنا لا تجعل أموالنا في قلوبنا واجعلها في جيوبنا»، حتى لا تصبح هي الهدف الوحيد، وتعوض العاطفة. كلام السيد الوزير خطير للغاية، ولا يمكن أن يمر بدون توضيحات، وبدون مراقبة حقيقية.. فهو كلام العاجز، ولا يمكن أن نسلم بالعجز اليوم بعد دستور 2011! بعد رجل كان يقول بأنه يفكر على طريقة الويستيرن، ويهدد كل شيء بأسلحة الدمار الشامل، جاءنا وزير مشرف على القطاع ،.. لا يريد أن يكون له صوت. وزير بالڤيبرور فقط! إلى جانب مسؤولية الوزارة الوصية، هناك، أيضا، مسؤولية المشرف على الجامعة.. السيد الفاسي الفهري، الذي يكلف نفسه عناء التصريح أو التوضيح أو حتى التلميح. لشعوره ربما بأن الضغط عال .. كما في مكتب الكهرباء.. لقد تعودنا، ولا شك، على نوع من المرارة بعد كل هزيمة، نحولها إلى مطالب أو بالأحرى إلى مطلب واحد، هو الرحيل. والحقيقة المطلوبة هي المسؤولية والمحاسبة .. المطلوب هو أن نتجاوز تغيير الناس بدون محاسبة، وقرارات بلا مردودية، لا يتم وضعها في سياقها المؤسساتي. لا بد من الخروج من ملاعب المزاج والعلاقات التي تصب في صناعة النخب بناء على الدم والقرابة والمصالح .. هناك علم وطني، هناك قميص وطني، هناك نشيد وطني، هناك مال وطني، هناك شرف وطني، قد لا نحله بالمحاسبة وحدها.. ولا بد من المتابعة والتحليل والنظر السديد في الأخطاء والتعثرات، نقد ذاتي قوي يعيد للمؤسسات معناها وللقرار الوطني معناه. للمدربين سيادة لا أحد يطالب باستقالتهم ولا أحد يعرف دخلهم!! والمثير في قضية غيريتس هو أنه إذا أبقينا عليه نخسر، وإذا رحلناه نخسر .. مثل إبرة بلا عين! لم تشترط الجامعة، حسب علم العبد الضعيف لله، على غيريتس الفوز بالكأس الأفريقية، وهو بذلك اعتبر بأن القضية غير واردة، وسيعمل للمستقبل. وبكل صدق، لست كرويا ولا ينبغي لي أن أتطاول عليها، ماذا يعني المستقبل وعندنا نجوم كبار.. ننتظرهم حتى يشيخوا ويأتي غيرهم لكي نبقي مستقبلنا بهم؟ ماذا يعني الرهان على المستقبل ولديك بوصوفة وحجي وغيرهما من السعيدي وأخرين.. ؟ هل ننتظر عودة بولي أو مارادونا؟ لا أحد طرح أجرة غيرتيس عند الانتصار في مقابلات الجزائر..؟ لأنه لا أحد يحسب ثمن الفوز، والنصر لا ثمن له.. لكن اليوم عندما تكون الخسارة كلفة مادية، فكيف تريد من المغاربة أن ينهزموا ويدفعوا ثمنا باهظا للهزيمة؟