«سأدعوكم لشرب نخب الفوز بالكأس وتحقيق إنجازات مهمة» هكذا أجاب غريتس أحد الزملاء الصحافيين المغاربة خلال تقديمه للصحافة والشعب المغربي بقصر المؤتمرات بالصخيرات، وذلك عندما سأله، هل ستكون لغريتس والمكتب الجامعي الشجاعة على تقديم اعتذار للشعب المغربي في حالة الانتكاسة وعدم الفوز بكأس أفريقيا وتحقيق إنجازات مهمة خلال التأهل إلى نهائيات كأس العالم. جواب غريتس، جعل بعض القوم الذين ملأوا الكراسي الأمامية لقصر المؤتمرات بالصخيرات يصفقون، كما كانوا يفعلون دائما، بل وقفوا وهم ينظرون إلى الزميل الصحفي وكأنه قال بهتانا. جواب غريتس كذبه الواقع بالغابون، وخرج الفريق الوطني المغربي من أول دور بعد أن حصد هزيمتين مذلتين أمام تونس(1 - 2) والغابون (2 -3). الهزيمتان كانتا آخر ورقة تسقط لتكشف عورة غريتس، وتفضحه كبائع أوهام ملفوفة، في«اومبلاج» جميل جدا، ووجدت الجامعة الملكية المغربية في شخص رئيسها علي الفاسي الفهري المشتري الذي يؤدي «كاش» ثمن سلعة مغشوشة بالملايين، هذه الملايين التي لم يرد المكتب الجامعي الكشف عنها في ضرب صريح للشفافية، لأن المال ليس مال علي الفاسي الفهري، بل هو مال وضع تحت تصرفه من أجل إنقاذ كرة القدم المغربية، والتي يظهر أنها في عهد مكتب الفاسي الفهري وغريتس غاصت أمتارا في الوحل، بل في الذل والهوان ، ونحن كمغاربة لانعطي لأي أحد الحق في أن يذلنا على يدي غريتس مقابل أموال طائلة. لقد تحدثت بعض الصحف بموضوعية، ونبهت إلى عدم وضع الثقة الكبيرة في غريتس، لأن التعامل مع الأندية ليس كما التعامل الفرق الوطنية، وأن رأس الفريق الوطني لايجب أن يكون رأسا يتعلم فيه غريتس «لحسانة» وكيفية التعامل مع المنتخبات.لم يصدق من اشترى الوهم لأن «الاومبلاج» الجميل كان دائما يلف السلعة، وحتى وبعض العيوب بدأت تظهر في بداية الإقصائيات، وحتى عندما ظهر الوجه الحقيقي أمام تانزانيا. لقد أثارت الصحافة الرياضية في أكثر من مناسبة اختيارات غريتس، ونبهت إلى الأخطاء القاتلة التي يرتكبها، لكن الجامعة كانت تعتبر غريتس «سوبرمان» سينقذ كرة القدم المغربية وسيجعلها تعيش أزهى أيامها، كيف لا وهي التي تقدم ولأول مرة مدربا للفريق الوطني بقصر المؤتمرات بالصخيرات، لأنها، وبكل بساطة، تريد إضفاء هالة على الرجل وتخدع المغاربة بالكثير من البهرجة، وحتى لاينكشف الوهم الذي ظل علي الفاسي الفهري يتباهى به إلى أن «صفع» بالغابون كان غريتس يختار من الفرق أضعفها للمباريات الإعدادية، ومن الأماكن أجملها ليس للمعسكرات، ولكن للسياحة وكان أخرها الرحلة السياحية بماربيا الاسبانية والتي اكتفى فيها بخوض مباراة من 50 د قيقة ومباراة من 90 أمام فريق سويسري زغرد فيه الموغردون لحاجي عندما سجل ما أسموه ثلاثية. مقابل ذلك كان الجادون من المدربين يعسكرون بالكاميرون، حيث الطقس يشبه طقس الغابون، وهناك من انتقل إلى الامارات، حيث الحرارة والرطوبة، وقد ظهر جليا كيف أن لاعبي الفريق الوطني كانوا بعيدين عن التأقلم مع طقس الغابون حيث الرطوبة تصل 85 %.كان على غريتس أن يعلم وهو المحترف «والسوبرمان» بأن أي نهج تكاتيكي، وأي قدرات فردية كيف ما كانت لن تعطي أية نتيجة في ظل وهن بدني كبير، وعطل في التنفس. الغريب أنه بعد كل هذه المهزلة، نجد غريتس يصرح بانه سيستمر مع الفريق الوطني، لأنه اكتشف بعض النقائص وسيعمل على إصلاحها، وهذا في مصلحته، لأنه يتقاضى من أموال الشعب المغربي 250 مليون شهريا ومساعدوه كذلك، ومن يريد أن يكذب ذلك عليه أن يكشف عن عقد غريتس. الآن هل سيرحل علي الفاسي الفهري وطاقمه؟هل سيرحل غريتس وطاقمه؟ الشجاعة والنخوة تقتضيان ذلك، لأن علي الفاسي الفهري جاء من أجل الحضور في هذه اللحظة التاريخية، وغريتس جاء ليضع حدا للهزائم لا أن يكتب مسلسلا طويلا لها. لكل هذا يجب أن يتحرك البرلمان من أجل مساءلة علي الفاسي الفهري على فشله (ما رأي سي كريم غلاب رئيس مجلس النواب؟) ،وهل سيتدخل سي بنكيران رئيس الحكومة الجديد،الذي رفع شعار محاربة الفساد، و يوقف إهدار المال العام الذي يغتني منه غريتس ومساعدوه، أم أن سي بنكيران سيضع ذلك في خانة القضاء والقدر؟