حددت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عقدة الأهداف مع المدرب غريتس في التأهل إلى إقصائيات كأس إفريقيا لسنتي 2012 و2013 ثم التأهل إلى نهائيات كأس العالم لسنة 2014، وبالنظر إلى انتظارات الشعب المغربي من فريقه الوطني، فإن هذه الأهداف تبقى دون الطموح، لأن ما هو مطلوب هو الفوز بالكأس الإفريقية وليس تنشيط نهائياتها، لأن هذا يمكن أن يكون طموح منتخبات حديثة التجربة، وعديمة الإمكانيات. كما أن مثل هذه الأهداف لايمكن أن تتطلب التعاقد مع مدرب اسمه غريتس ومساعد اسمه كوبيرلي ومعد بدني أجنبي أيضا، اسمه ديدي فاريجيا، مع ما يتطلب ذلك من أموال كمرتبات شهرية رفض رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الإفصاح عنها، واكتفى بالتلميح، وبذلك سيترك الباب مفتوحا للتخمينات، ومن حق كل صحفي أن يعطي الرقم الذي يخطر بباله، ولن يلوم بعدها علي الفاسي الفهري أحدا، إذا جانب الصواب، ونفخ في الأرقام أو نفخته.لقد كانت الصحافة الوطنية التي انتظرت سنة من أجل إعطاء الخبر اليقين عن وصول غريتس، تمني النفس بإشباع فضولها من خلال الندوة الصحفية التي عقدتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من أجل تقديم المدرب غريتس، لكنها وجدت نفسها أمام ندوة بخارطة طريق، وبأدوار موزعة مسبقا حتى يكون هناك المدح والمديح، وحتى تعطى للسيد غريتس صورة عن صحافة رياضية بليدة تتقن فن «التنكاف» وتحسن لغة التصفيق بحرارة، هذا الدور الذي أريد للصحافة الرياضية أن تلعبه، ترجمه رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عندما افتتح الندوة وقال:«انقدم ليكم المدرب الجديد انبغيكم ترحبوا بيه وتشجعوه خلال مقامه بالمغرب». وبالفعل كان الترحاب به عندما أعطيت الكلمة للإذعة الوطنية، وللتلفزة الوطنية، ولوكالة المغرب العربي للأنباء، ولراديو مارس، ولمعد برامج تلفزيونية عن المهاجرين المغاربة. وعندما وجدت الصحافة المكتوبة نفسها مقصية مهمشة، مع سبق الإصرار والترصد، كان لابد لأحد الزملاء أن يكسر الجمود ليسأل عن راتب غريتس، وليأخذ ثان الكلمة - «صَحَّة» - ليسأل عن كيفية التعامل مع أموال الشعب، وإن كان المكتب الجامعي ستكون له الشجاعة لتقديم اعتذار للشعب المغربي عند الإخفاق، ولكي «تريب الحفلة» تدخل زميل آخر، بالرغم من أنف المنظمين، وسأل غريتس عن فضيحة كان بطلا لها سنة 1982، حيث ساهم في التلاعب بنتيجة إحدى مباريات الدوري البلجيكي وتم توقيفه. وإذا كان غريتس قد اعترف بذلك واعتبره ماضيا وغلطة أدى ثمنها من دون أن يتأثر أو يشمئز من السؤال، فإن المنظمين قرروا إنهاء الندوة دون أن يعطوا لطالبي الكلمة مجالا للتدخل، وبذلك بقيت الكثير من علامات الاستفهام معلقة، وستبقى معلقة مالم ينتبه علي الفاسي الفهري إلى مناوارت بعض المحيطين به، وطريقة تدبيرهم للندوات الصحفية التي يحاولون دائما جعلها تسير حسب هبوب رياحهم، وبذلك يخلقون جوا متوترا بين الصحافة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في شخص رئيسها على الفاسي الفهري الذي يمكن القول، إنه، هو أيضا، ضحية مثله مثل الصحافة. وهنا لابد أن نتساءل عن سر عقد ندوة بالصخيرات على الساعة الثامنة والنصف ليلا، وهو أمر غير مسبوق.. والعارفون بالأمور فسروا ذلك بمحاولة تعجيز الصحافيين، وجعل المكان إكراها، والوقت إكراها، والنتيجة خلق الأعذار للصحافة والحد من تنقلها لحضور ندوة طال انتظارها. لكن المخرجين للمقالب «نسوا أننا أصحاب مهنة المتاعب»، وأن الندوة في بغداد قريبة.