لم يكن عماد المستخدم بإحدى الشركات المختصة في صنع الأدوية الكائنة على مقربة من شارع المقاومة، يعتقد خلال ذلك الصباح أن وجهته المعتادة واليومية صوب مقر عمله من الحي الذي يقطن به ، سيطرأ عليها تغيير، وعوض أن تلج قدماه أبواب الشركة، فقد دخل محمولا على متن نقالة إلى داخل إحدى المصحات الخاصة لتلقي العلاج بسبب حادثة لم تكن في الحسبان ولايمكن أن تدور بخلد الكثير من المواطنين، الذين يستقلون الحافلات العمومية صباح مساء لقضاء أغراضهم. تفاصيل الواقعة التي عاينها عدد من المواطنين خلال صباح أحد أيام منتصف الشهر الجاري، تمثلت في اقتراب الحافلة التابعة لشركة نقل المدينة والتي تحمل رقم 23 من المحطة التي من المفترض أن يغادر فيها عماد الحافلة، وهو الذي كان جالسا في الصف الخلفي منها، ومن أجل الاستعداد للنزول فإنه وقف من مكانه وخطا خطوة أولى فخطوة ثانية فإذا به يهوي أرضا من داخل الحافلة ولامست قدماه الأرضية الأسفلتية في الوقت الذي كانت فيه الحافلة تواصل سيرها ! سقطة أصابته بالذهول الممزوج بالرعب، فهو لم يكن قادرا على استيعاب الأمر، ولم يجد ما يقوم به سوى الصراخ مستنجدا، قبل أن تليه صرخات الركاب التي تنادي السائق بالتوقف، هذا الأخير لم يفطن بدوره للأمر واعتقد أن بعض الركاب يريدون النزول من الباب الخلفي في غير المكان المسموح به، وهو الذي اعتاد على مثل هذه الطلبات، فلم يعر النداءات أي انتباه، إلى أن التحق به الجابي الذي دعاه للتوقف مخبرا إياه بما وقع، ولم يتوقف إلا على بعد حوالي 50 أو 60 مترا عن محطة الوقوف! ركاب الحافلة هرع عدد منهم من أجل انتزاع «عماد» من الحفرة «الميكانيكية» التي سقط بداخلها والتي تشبه المصيدة، وعملوا على مساعدته على الجلوس، قبل أن يحل بمكان الحادث مسؤولو دائرة أمن الصخور السوداء وكذا سيارة للإسعاف، من أجل إنجاز محضر المعاينة ونقل المصاب للعلاج، في حين غادر باقي الركاب الحافلة نحو أخرى وهم يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا ووجلا من الحالة الميكانيكية لحافلات يستقلونها كل يوم، تتعطل تارة، وتتسبب في حوادث تارة أخرى، وهم خلال ذلك اليوم عاينوا «خطرا» داخليا قد يسقط أي واحد منهم ضحية له، الامر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول سؤال الصيانة والكلفة المخصصة لأسطول المدينة المهترئ ؟!