يلعب المنتخب الوطني المغربي مساء اليوم آخر أوراقه ببطولة الأمم الإفريقية، بمواجهة صاحب الأرض والضيافة، المنتخب الغابوني، الذي سيدخل هو الآخر اللقاء برهان الفوز من أجل حجز تذكرة العبور المبكر إلى الدور الثاني. وستكون العناصر الوطنية أمام خيار واحد، وهو الانتصار من أجل العودة إلى واجهة التنافس من جديد، بعد الخروج الخاطئ في المباراة الأولى أمام المنتخب التونسي. وسيدخل المنتخب الوطني محروما من خدمات اللاعب أسامة السعيدي، الذي عاودته الآلام من جديد وكذا المدافع الأيمن ميكائيل كريتيان بصير، مع احتمال غياب المهاجم مروان الشماخ الذي تعرض لإسهال حاد يوم الثلاثاء، خضع على إثره رفقة الحارس عصام بادة، الذي أصيب هو الآخر بالملاريا، بالمستشفى العسكري بالعاصمة الغابونية ليبروفيل، واستأنفا تداريبهما رفقة المجموعة الوطنية أمس الخميس. وأكد المدرب غيريتس، في ندوة صحافية عقدها صباح أمس الخميس، بمقر إقامة المنتخب الوطني بليبروفيل، أن مجموعته استعادت ثقتها في النفس، وأنه لمس فيها الإصرار على تحقيق الانتصار أمام الغابون، وهي المباراة التي سيكون رد العناصر الوطنية فيها إيجابيا، بعد التعثر أمام نسور قرطاج. غيريتس، الذي حضر الندوة الصحافية رفقة العميد، الحسين خرجة، أشار إلى أن المنتخب الوطني سيشهد بعض التعديلات، خاصة وأنه ليس متأكدا من تعافي اللاعب بصير من الإصابة التي تعرض لها. وأوضح خرجة في شأن مباراة اليوم، أن المنتخب الغابوني يتوفر على هوية لعب خاصة، مؤكدا على أن زملاءه على وعي تام بما ينتظرهم، حيث يتعين عليهم التركيز والانضباط في اللعب حتى آخر المطاف، مشيرا إلى أن هذه الدورة الإفريقية قدمت مجموعة من المفاجآت، وعلى رأسها الإقصاء المبكر للمنتخب السينغالي، بعدما كان مرشحا للمنافسة على اللقب، وهي مفاجأة «يجب أن تكون درسا وعبرة لنا». وزاد غيريتس بالتأكيد على المنتخب الغابوني يعتمد في طريقة أدائه على الانتشار الجيد داخل رقعة الملعب، وكذا اللعب على الأطراف، الأمر الذي يجعل محاولاته جد سريعة. وإذا لم «يتحكم اللاعبون ويفرضوا إيقاع لعبهم وينضبطوا للتعليمات التاكتيكية، فإن المأمورية قد تتعقد.» وشدد غيريتس على أنه سيعدل استراتيجية اللعب، واعدا بأن مباراة اليوم ستكون انطلاقة جديدة للنخبة الوطنية في المسار الإفريقي. الأكيد أن الناخب الوطني والعميد خرجة قدما مجموعة من الإشرارات المتفائلة، لكن المطلوب هو تصحيح الأخطاء التي تم الوقوع فيها خلال المباراة الأولى أمام تونس، عبر الانضباط التاكيتي، وكذا زيادة درجة الفاعلية على مستوى الخط الأمامي، الذي أضاع لاعبوه سيلا من الفرص السانحة للتسجيل. كما أن غيريتس مدعو إلى تقويم الاعوجاج التي شهده الخط الدفاعي، بعدما كان إلى وقت قريب مصدر قوة المنتخب الوطني، وذلك بإعادة الكوثري إلى جانب بنعطية، بالنظر إلى الانسجام الكبير الذي طبع أداءهما في المباريات الإقصائية وكذا إشراك عادل هرماش، الذي يعد فعالا في خط الارتكاز. هي مأمورية صعبة للعناصر الوطنية، لأن أي نتيجة غير الانتصار قد ترمي بها بشكل كبير خارج دائرة المنافسة، وما يزد من صعوبة المهمة، أن المنتخب الغابوني هو الآخر سيدخل لقاء اليوم رافعا شعار«لا للهزيمة»، لأنه يدرك جيدا أن الطريق إلى الدور الثاني يمر عبر الخروج دون خسائر أمام المنتخب الوطني، وهو ما أكده مدربه الألماني، جيرنوت روهر، حين أشار إلى أن فريقه جاهز لملاقاة نظيره المغربي، الذي يتوفر على لاعبين رائعين ويلعبون في بطولات كبرى.»