منذ مدة، لم أر المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم يضيع هجومه فرص التهديف بالشكل الذي حدث أمام تونس، حيث غزو مسترسل لعناصر المنتخب الوطني لمرمى الحارس التونسي. ومع ذلك، لم تستغل ولو فرصة واحدة لفتح باب التسجيل، ولو تمكن المنتخب الوطني من التهديف أولا، لكان مسار المباراة في سيناريو آخر غير الذي شاهدناه. فما هو السبب يا ترى الذي ساهم في نتيجة المباراة غير المتوقعة ؟ أعتقد أن الجواب عن السؤال يطرح مجموعة من الآراء والتحليلات تختلف من موقع إلى آخر بحكم نظرة كل واحد للموضوع. ويمكن القول في هذا المجال، إن صرامة التونسيين ولجوئهم للتدخلات القوية و «العنف» أحياناً ومحاولة استفزاز اللاعبين المغاربة، والحراسة اللصيقة على مفاتيح اللعب، غلطت غريتيس في وضع التشكيلة، خاصة إقحام القنطاري غير الجاهز، والذي كان مصاباً ولم يلعب أي مباراة لأكثر من ستة أشهر، وكذلك السعيدي العائد من الإصابة، والذي لم يكن في كامل قواه البدنية والتقنية، وعدم الاعتماد على اللاعب هرماش (ولا أدري لماذا) ضابط الإيقاع في المنتخب الوطني، التسرع في البحث عن أول هدف دون تركيز جيد، كل هذه كانت أسباب موضوعية لما آلت إليه نتيجة المباراة. إنها مباراة للنسيان إذن، بعد أخذ الدروس والعبر من مخلفاتها، أعتقد أن التأني وإحضار العقل (لأنه إذا لم يحضر العقل في وقت الشدة، فبماذا ينفع) لتقييم ما وقع بكل مسؤولية وموضوعية بعيداً عن إحضار معاول الهدم والبحث عن مبررات ليست جوهر الموضوع. بعض الإعلام فبقدر ما يتم تضخيم أي إنجاز كان صغيراً أو كبيراً بطريقة فجة، فإنه بالمقابل، لم يكن بعضه موضوعياً في تناول «هزيمة» المنتخب الوطني، حيث كانت هناك مجالات شرود واضحة تريد إعطاء الموضوع بعداً آخر غير الذي يجب تناوله. فبماذا يفيدكم كم يربح غريتيس، فمنذ قدوم هذا المدرب والكلام عن شهرته، حيث تم استهلاكه بشكل أصبح ساذجاً... فلماذا لا يشير الاعلام إلى أن الهدف الأول الذي سجله التونسيون في الوقت الذي كان فيه منتخبنا الوطني مسيطراً على المباراة. فبكرة ثابتة بعيدة عن المرمى استطاع التونسيون خداع الحارس نادر المياغري بهدف أقل ما يقال عنه، إنه «شمتة». فهل يتجاهل لمياغري مسؤولية الهدف الذي عصف بتركيز اللاعبين وجعلهم يفقدون السيطرة على توازنهم؟ كيف يعقل أن يسمح حارس كبير من طينة لمياغري بدخول مثل هذه الكرات إلى مرماه، والجميع شاهد، كيف تصدى لمياغري لعدة محاولات تونسية بعدما انهار المخزون النفسي للمغاربة. ولماذا دائماً تسجل على نادر كرة آتية من قذفات بعيدة، سواء مع المنتخب الوطني أو مع الوداد البيضاوي؟ نادر حارس كبير ويقظته يجب أن تكون أكثر تركيزاً من الآخرين.