تماما مثل ما حدث في السنة الماضية، حيث سقطت أمطار مهمة يومي 24 و 25 يناير 2011، بعد أن انقطعت شهرا كاملا، منذ يوم 23 دجنبر 2010، أكدت مصالح الأرصاد الجوية المغربية، وكذا مواقع الأرصاد الجوية الفرنسية والإنجليزية، أن مجموعة سحب محملة بكميات أمطار مهمة توجد على مقربة من الشواطئ الأطلسية المغربية، وأن ذلك التجمع من السحب يوجد مركزه فوق جزر الآصور، وأنه ممتد شمالا باتجاه إسبانيا والبرتغال، فيما مركزه إلى حدود صباح الأربعاء سيظل متواجدا فوق جزر الآصور، ولن يصل إلى الشواطئ المغربية، سوى ليلة الأربعاء الخميس. وأكدت أرقام هذه المصادر الرسمية الدقيقة، أن درجة الحرارة ستزداد في النزول خلال الأيام الأربعة القادمة، على اعتبار أن كثلة السحب هذه، آتية من الشمال، وهي طبيعية تماما في مثل هذا التوقيت بالمغرب، حيث لن تتجاوز في مدن مثل الدارالبيضاء والرباط، ليلا 3 درجات، وفي مدن الداخل ستصل إلى 9 تحت الصفر بإفران وصفرو وأزرو والحاجب. وهي تترجم ذلك الموروث الشعبي الفلاحي المغربي الذي أطلق منذ عقود ألقابا وحكما على هذا الطقس البارد القارس، لعل أشهرها: «فسعد السعود، تكز النحلة على العود»، وهي الأيام السبعة الوسطى من أيام «الليالي الأربعين»، الشديدة البرودة التي تميز الطقس المغربي كل سنة، والممتدة من 25 دجنبر إلى غاية 5 فبراير من كل عام، وتليها أيام سبعة أخرى في النصف الأخير من هذه الليالي الأربعين، هي التي نلجها منذ يوم 23 يناير، ويطلق عليها «سعد الذابح»، المعروف عنها شعبيا أنه في: «سعد الذابح لا وجوه تتشابح ولا كلاب تتنابح»، أي لا وجوه تتحرك ولا كلاب تستطيع الخروج للعراء والنباح. بالتالي، فإن السحب الممطرة المنتظرة بشغف خاص خلال اليومين القادمين، تعتبر عمليا من أشد الأمطار برودة بشكل طبيعي في المغرب، مثلما أنها ستكون سببا لنزول ثلوج كثيفة بأعالي جبال المغرب. ولم تستبعد مصادرنا أن تشمل تساقطات الثلوج مدنا مغربية في الداخل، مثل فاس ووجدة والحسيمة وجرادة. امتداد هذه الأمطار يشمل المناطق الغربية المغربية من خليج أكادير حتى طنجة، ويمتد خيط السحب تلك حتى الشمال الإسباني، الذي بدأت به تساقطات مطرية منذ صباح الإثنين، مما يؤكد العلاقة الوثيقة بين التساقطات المطرية بشبه الجزيرة الإيبيرية والمغرب. وحسب مصادر الأرصاد الجوية المغربية، فإن هذه التساقطات ستكون متوسطة جنوبا وقوية في الوسط والشمال، وأن نسبة هطولها تتجاوز 70 بالمئة، مما يعني ، حتى في مقاييس الأرصاد الفرنسية والإنجليزية، أنها أمطار مؤكدة بكميات هامة. وأنها ستتواصل أقله ليومين كاملين، مع اختلاف في التوقعات بين المصدر الإنجليزي والمصدر الفرنسي والمغربي، فقد أكد المصدر الإنجليزي أن أيام المطر المنتظرة مغربيا هي 3 أيام، ابتداء من ليلة الأربعاء 25 يناير 2012 حتى يوم الجمعة، فيما المصدران المغربي والفرنسي لا يجزمان سوى بخصوص يومي الخميس والجمعة 26 و 27 يناير 2012، حيث أكدا أن التساقطات فيهما مهمة وأنها لن تتجاوز في عموم المغرب صبيحة السبت. وفي حال تحقق هطولها بكميات محترمة، فإن هذه الأمطار ستكون عنوانا مطمئنا جديدا على إمكانية إنقاذ الموسم الفلاحي المغربي، في انتظار أمطار شهري فبراير ومارس القادمين التي تحسم في أمر نجاح هذا الموسم الفلاحي.