علمت الجريدة من مصادر مطلعة ببنكرير بأن أزيد من عشرة مواطنين أصيبوا بكسور وجروح بليغة متفاوتة الخطورة، وكذا اعتقال سبعة آخرين مساء الجمعة الماضية. وحسب ذات المصادر، فإن المصابين نقلوا إلى مراكش لتلقي العلاج تحت حراسة مشددة في حين سجلت محاضر استماع للمعتقلين السبعة، وأطلق سراحهم وتحديد متابعتهم في حالة سراح. وحسب ذات المصادر، فإن قوات الدرك الملكي والقوات المساعدة والأمن ومختلف أجهزة الاستخبارات حاصرت أزيد من 100 شاب كانوا معتصمين داخل منطقة محظورة تستغل في إنتاج الفوسفاط، مطالبين حسب نفس المصادر بمعاملتهم من طرف المكتب الشريف للفوسفاط كما جرى الأمر في خريبكة واليوسفية، أي استفادتهم من مناصب الشغل وحل مشكل عمال سميسي المسرحين من شغلهم السابق بالشركة. وأفادت مصادر الجريدة بعين المكان أن التدخل كان عنيفا في غياب أي محاور للمعتصمين، رغم خطورة الوضعية حيث هدد المعتصمون بانتحار جماعي، خاصة وأنهم كانوا تحت رحمة أكوام من المتفجرات التي تستعمل في استخراج الفوسفاط ما لم تلب مطالبهم. وفي سياق متصل نشرت عدد من المواقع تسجيلات للتدخل العنيف، في الوقت الذي أصدرت عمالة الإقليم بيانا تنفي فيه أي تدخل في حق المعتصمين في محاولة لتغطية الشمس بالغربال، وهو ما حدا بالمعتصمين مدعمين بعدد من المحامين من الإقليم وهيئات سياسية ونقابية، إلى العمل على مقاضاة السلطات معززين ملفهم بصور وفيديوهات وحالات حية عن حجم التعذيب والإصابات الناتجة عن التدخل الأخير. ويذكر أن أزيد من 100 مواطن اقتحموا الجمعة الماضية وحدة لإنتاج الفوسفاط ببنكرير، احتجاجا على فشل الحوار مع السلطات، خاصة وأن المعنيين أوقفوا مسيرة راجلة كانت تتجه نحو القصر الملكي عند منطقة سيدي بوعثمان بعد وعود الدرك الملكي بأن السلطات ستباشر حوار جديا مع السكان من أجل استفادتهم من فرص العمل التي يتيحها استغلال هذا المرفق العام.