وجد ركاب القطار الرابط بين طنجة ومراكش نهاية الأسبوع أنفسهم في وضعية لم تكن تخطر على بال أحد فبعدما عرفت مدينة طنجة مؤخرا أمطار خير وبركة، عرت هذه التساقطات الحقيقة المخفية في القطار المغربي . فقد اندهش الركاب من كون مجموعة من المقطورات غارقة في المياه جراء التسربات المطرية التي ما فتئت تتسلل من أسقف القطار، وبالتالي تحولت مجموعة مقطورات الى مستنقع حقيقي . حقيقة تكشف الإهمال والاستخفاف الذي يتزايد يوما عن يوم في الوقت الذي يعرف فيه مستوى الخدمات تدنيا الى مستوى أقل من الصفر: الازدحام إلى حد الاختناق، مكيفات معطلة، تسربات مياه الأمطار على رؤوس الركاب وأمتعتهم، التأخير في زمن الرحلات، وجود فئران وصراصير في المقطورات وانعدام الأمن عناوين تزكي الصورة النمطية السوداوية لمرتادي القطار مع الارتفاع الجنوني للتذاكر. إن ما يلفت الانتباه هو المشاريع الضخمة التي أعطيت لتهيئة محطات القطار بمختلف المدن المغربية، والصفقات المبرمة لتأهيل القطاع من جهة يقابلها تدن خطير وإهمال يلمسه الجميع من جراء حجم الأضرار النفسية التي تخلفها رحلة قصيرة بقطارات المغرب، فما بالك برحلة طنجة- مراكش. كل ذلك والمغرب يستعد لدخول عالم "تي جي في " بمنظور جديد يساير تطور الأوراش الكبرى المفتوحة. فهل تدخل المسؤولين لإصلاح أوضاع القطار المغربي سيكون بسرعة هذا ال"تي جي في" ؟