لم يكن اختيار قناة «سي. إن. إن» الأمريكية منح الفنانة المغربية مليكة زارا لقب «جوهرة الجاز بالمغرب» اعتباطا، بل جاء ليتوج سنوات من العمل الجاد والتألق لهذه الفنانة المتميزة. رأت مليكة النور في الجنوب المغربي، وبالتحديد في منطقة ولاد تايمة، لكنها لم تكد تطفئ شمعتها السابعة حتى انتقلت رفقة أسرتها إلى نيويورك، قبل أن تنطلق بعد فترة قصيرة إلى فرنسا، حيث درست الموسيقى في أحد المعاهد الباريسية. اختارت مليكة التخصص في موسيقى الجاز، وتعمقت في دراستها، وتشبعت بموسيقى كل من «إيلا فيتزجيرالد»، «بوبي ماكفيرين»، «تيلينيوس مونك»، «ستيفي ووندر» و«أريتا فرانكلين». لكن عندما قررت إنتاج أعمالها الخاصة، رأت أن موروثها المغربي بكل تنوعاته الشعبية، الأمازيغية، الصحراوية والكناوية قادر على إضفاء طابع مميز على موسيقى الجاز العالمية. وبالفعل تمكنت، بعد عودتها إلى نيويورك سنة 2004، من إصدار أول ألبوم لها سنة 2006 بعنوان «On the Ebony Road»، ألبوم جسدت فيه هويتها الفنية المتفردة، سواء على مستوى الكلمات، التي ألفتها بنفسها، والتي مزجت فيه بين الأمازيغية، العربية، الفرنسية والإنجليزية، أو على مستوى الألحان، التي وضعتها هي الأخرى بنفسها. تقول في تصريح لمجلة «Hola»: «الرسالة التي أسعى لإيصالها عبر هذه الموسيقى وهذه الكلمات هي التعبير عن فكرة أنه مهما كانت الأصول التي ننحدر منها، فنحن نبحث عن نفس الشيء. المهم هو أن ننظر إلى ما يقرب بيننا، لا إلى ما يباعد بيننا».