تحيي المغنية المغربية مليكة زارا خلال نهاية الاسبوع الجاري حفلين بمسرح أبولو بهارليم (نيويورك) تكريما للمغنية جنوب الإفريقية مريم ماكيبا التي يطلق عليها "ماما أفريكا" بالنظر إلى الصراع الذي خاضته ضد نظام الأبارتايد، حسب ما علم لدى المنظيمن أمس الجمعة. وستقدم مليكة زارا، التي تطلق عليها قناة (سي إن إن) الأمريكية لقب "جوهرة الجاز المغربية" مساء أمس واليوم السبت حفلين تكريما لهذه الفنانة جنوب الإفريقية التي ألهمت الساحة الموسيقية الإفريقية والدولية منذ سنوات الخمسينات. وستكون المغنية المغربية مرفوقة بالمغنية لورين كلاسين أحد الوجوه الموسيقية المعروفة في جنوب إفريقيا التي تكن بدورها احتراما كبيرا ل"ماما أفريكا". وفي نظر الفنانة المغربية، فإن ماكيبا "إمرأة كافحت من أجل السلام" وكانت لها الشجاعة للدفاع عن القضية. وأكدت زارا لصحيفة "جيرسي جورنال"، اليومية المحلية التي توزع بنيويورك، أن ماكيبا "تمثل بالفعل نموذجا رائعا وأكن لها كبير الاحترام". ولا تتردد زارا، التي تمزج بين الجاز والموسيقى التقليدية المغربية، في الغناء باللغة العربية والفرنسية والانجليزية، مستلهمة من موروثها الثقافي ومن الموسيقى الشعبية والأمازيغية وكذا موسيقى كناوة. ومن خلال هذا المزج، ولجت زارا كفنانة موجة "الجاز الشرقي" الجديدة، وعالم الموسيقى بنبرة صوتها وإيقاعات موسيقاها الأصيلة التي تبرز هويتها الرمزية المتمثلة في تلاقح بين الشرق والغرب، مساهمة بذلك في إبراز نوع موسيقي يتجاوز الحدود والأمكنة والثقافات. ولم يكن مسار هذه الفنانة التي تنحدر من قرية ولاد تايمة بالجنوب المغربي سهلا، بل بذلت جهودا كبيرة في البحث عن مصدر إلهام. "حين اخترت تعلم الغناء.. كان ذلك تحديا كبيرا بالنسبة لي.. فقد كنت خجولة جدا ومتحفظة" تقول المغنية التي تابعت دروسا موسيقة في فرنسا قبل أن تكتشف النمط الموسيقي الذي ألهمها.. إنه الجاز. وشجعت الحرية التي وجدتها الفنانة في هذا النمط على الإبداع وكتابة مقطوعاتها الموسيقية قبل أن تكتشف هويتها الفنية عندما قررت أن تغني بلغتها الأم، العربية، والسعي إلى المزج بين الأنواع الموسيقية المتمثلة في الجاز والسول وموسيقى شمال إفريقيا. تتذكر زارا "في أحد الأيام، فكرت في إنتاج شيء خاص بي.. كان الأمر في البداية صعبا، بل رهيبا بسبب الانتقادت التي كانت توجه لي". وفي سنة 1996، ستكتشف مليكة زارا نيويورك، المدينة التي جعلتها تكتشف حرية الإبداع التي طالما بحثت عنها.. لقد وجدت فيها مصدر إلهام لن يفارقها وسيشجعها بعد ثمانية أعوام على مغادرة باريس لتستقر نهائيا بنيوريورك. ومنذ ذلك الحين، وزارا تشارك بشكل منتظم في العديد من التظاهرات الأمريكية والدولية، واستطاعت أن تفرض نفسها في عالم الجاز والموسيقى العالمية. وتصدر زارا يوم 12 أبريل الجاري ألبومها الجديد "بيربر تاكسي"، وهو عمل يسعى، حسب المغنية، إلى "الاحتفاء بالمغرب، بلدها الأصلي، وكذا بباريس ونيويورك".