مباشرة بعد تعيين الحكومة الجديدة ودخول السنة الجديدة، عادت الاحتجاجات إلى مدينة خريبكة، وخاصة بعد تماطل المسؤولين في استكمال تنفيذ الوعود والالتزامات وانتهاء الاستحقاقات التشريعية بمالها وعليها... رجع المحتجون إلى الشوارع وإلى إدارة الفوسفاط وإلى السكك الحديدية وإلى عمالة الإقليم وإلى أمام أبواب مراكز الامتحانات وإلى الساحات العمومية... ينادون بالتشغيل ورفع الحيف والتهميش والإقصاء والقضاء على المحسوبية والزبونية ومحاربة الفساد والمفسدين، وإلى الحق في السكن. عاد التوتر الاجتماعي إلى الحي الإداري لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، وخاض أبناء المتقاعدين الفوسفاطيين في حي لبيوت وبولنوار الذين لم يستفيدوا من برنامج التوظيف المباشر «سكيلز» (5800 منصب) ومن التكوين (15.000) وقرروا الدخول في اعتصام مفتوح في وقفة 9 يناير 2012 ومنعوا خروج الحافلات من مجمع الأوراش، وقطعوا الطريق بين مقر شركة النقل الجهوي ونادي المهندسين وطالبوا بالتحقيق في التوظيفات المباشرة... كما خاض المعطلون في إطار جمعيتهم عدة صيغ نضالية، كان آخرها وقفات أمام مراكز امتحانات الشرطة بإعدادية مولاي رشيد وكلية متعددة التخصصات وإعدادية المسيرة بالنسبة لعمالة الإقليم، وذلك يوم الأحد 8 يناير الماضي، احتجاجا على غياب نزاهة الامتحانات والمحسوبية والزبونية في الانتقاء وضعف الحصيص... وأن الإدارة مازالت مستمرة في تنظيمها يوم 15 يناير. نظم التجار والمهنيون في إطار نقابتهم إضرابا يوم الجمعة 6 يناير الماضي، احتجاجا على تفشي ظاهرة الاقتصاد غير المهيكل والذي احتل أزقة وشوارع المدينة وإغلاق أبواب الأسواق الحضرية وأبواب القيساريات وأبواب الدكاكين واحتلال الساحات... هذا الوضع الذي دام أكثر من سنة، مما أدى إلى إفلاس التجاروالمهنيين وتراكم الضرائب والرسوم... رغم الإضرابات والمسيرات السابقة والشكايات العديدة والمقابلات المارطونية مع المسؤولين، فإن الأوضاع زادت استفحالا... خاض المتقاعدون في القوات المساعدة وأسرهم عدة وقفات أمام إدارة الفوسفاط التي حرمتهم من امتلاك السكن في حي البيوت، وأفرغتهم من ديارهم بسبب التقاعد، رغم أنهم اشتغلوا لسنوات مع الإدارة في إطار الإلحاق من أجل حراسة المنشآت الفوسفاطية. كما خاض أيضا ما تبقى من سكان دوار الزيتون غير المستفيدين من السكن الاجتماعي في إطار محاربة السكن غير اللائق، عدة وقفات احتجاجية أمام عمالة الإقليم والمجلس البلدي والعمران، وذلك بسبب الحيف والتهميش وعدم الاستفادة من مشروع الزيتونة في أشطره الأربعة... كما أن ضحايا أراضي الجموع والسلالية، تعرضوا لنزع أراضيهم مقابل الاستفادة المادية والسكن في إطار مشروع الزيتونة أربعة، رغم المحضر المشترك مع العمران، وخضوا احتجاجات واعتصامات أمام مقر العمران والعمالة... لكن المسؤولين تراجعوا عن التزاماتهم، وسبق للجريدة أن نشرت مقالا في الموضوع، وقامت الإدارة بنشر بيان حقيقة... ولحد الساعة لايزال المتضررون ينتظرون الفرج... ولكل هذه الأسباب وغيرها، تحولت مدينة خريبكة إلى ثكنة أمنية، بحضور كل الأجهزة الأمنية بمختلف أنواعها واحتلالها لمؤسسات فوسفاطية وإدارية... وخروجها بشكل يومي لشل الاحتجاجات وإيقاف الاعتصامات ومراقبة الوقفات والاضطرابات... والتدخل العنيف في بعض الأحيان... إذا كانت سنة 2011 سنة الاحتجاجات بامتياز في المدينة، وعرفت أحداثا دموية واعتقالات ومحاكمات واعتداءات جسدية... وتدخل إدارة الفوسفاط لحل جزء من إشكالية التشغيل وتدخل العمالة لحل جزء من إشكالية السكن... إلا أنها تبقى حلولا ترقيعية ولا تستجيب لطموحات وانتظارات المتضررين. إن أرباح المكتب الشريف للفوسفاط ارتفعت سنة 2010 إلى 900 مليار سنتيم أي ما يمثل زيادة 20% وارتفاع صادرات الفوسفاط ومشتقاته ب44% أي 22,8 مليار مقابل 15,2 مليار سنة 2009 وزيادة المبيعات ب 42% أي 9,2 مليار درهم مقابل 6,48 مليار السنة الماضية... مما يؤكد بالملموس دور المراكز الفوسفاطية في رفع الإنتاج والأرباح... لكن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط مازالت بعيدة كل البعد عن الدور الحقيقي الذي يجب أن تلعبه في الجانب الاجتماعي، وإزالة فتيل التوترات ومساعدة البلاد على تجنب كل الأزمات... ولما تأسيس وكالة تنمية المراكز الفوسفاطية إسوة بوكالات التنمية بالشمال والجنوب والشرق؟؟ !!!.