طالب رئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني، أولي هونيس، بإقالة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جوزيف بلاتر، قبل نهاية ولايته في حال لم يقم بالإصلاحات التي وعد بها في الأشهر الأخيرة. وانضم هونيس بالتالي إلى المدير التنفيذي في الفريق البافاري، كارل هاينتس رومينيغه، الذي وصف بلاتر بثعبان البحر الزلق الذي يترأس ديكتاتورية. وقال هونيس في مقابلة نشرتها صحيفة «سودوتشي تسايتونغ» بمناسبة احتفاله بعيد ميلاده الستين «يتعين على بلاتر أن يعلن عن نواياه بصراحة عن كيفية القيام بإصلاحات، وإذا فشل في ذلك، يتوجب إيجاد طريقة لخلعه من منصبه». وأضاف «كل أسبوع لدينا أشياء جديدة في الفيفا، والأحداث الأخيرة تؤكد لي بأن بلاتر لا يجب أن يبقى في منصبه حتى نهاية ولايته». وتابع «لقد سكتنا لفترة لأننا اعتبرنا بأن الأمور تسير نحو إيجاد الحلول داخل الفيفا، لكننا الآن نضع الأمور على النار». وتأتي تصريحات هونيس على خلفية اعترافات نائب رئيس الفيفا السابق الترينيدادي جاك وارنر، الذي تحدث عن سلسلة من مخالفات قام بها بلاتر، بعد أن أجبر الأول على الاستقالة من منصبه بسبب اتهامه بدفع رشاوى خلال معركة الفيفا الرئاسية في يونيو 2011. وفي آخر اعترافات وارنر، زعم بأن بلاتر منحه حقوق كأس العالم بمبلغ زهيد، قدره مليون دولار عام 1998 من خلال شبكة أوتي المكسيكية، بعد أن دعمه في حملته الانتخابية ضد رئيس الاتحاد الأوروبي سابقا السويدي لينارت يوهانسون. وكشف وارنر بأنه رفض دعم بلاتر في الانتخابات التي أقيمت في يونيو2011، على الرغم من أن بلاتر عرض عليه منحه حقوق نقل كأسي العالم 2018 و2022 مقابل مبلغ زهيد أيضا. ودفعت هذه الاعترافات النائب البريطاني المعروف داميان كولينز إلى المطالبة بفتح تحقيق مع بلاتر، علما بأن النائب أنشأ قبل فترة هيئة مؤلفة من مجموعة السياسيين المطالبين بإحداث إصلاحات على أكثر من صعيد. ووصف كولينز، عضو وزارة الثقافة والصحافة والرياضة في بريطانيا، اعترافات وارنر بأنها شكلت «صدمة» بالنسبة إليه، واعتبر بأنه يتعين على بلاتر إصلاح نفسه قبل القيام بإصلاحات داخل الفيفا، وقال في هذا الصدد «هل بلاتر جدي في التصدي لهذه الفوضى، أم أنه مهتم فقط بحماية نفسه؟». وأوضح «هناك ادعاءات خطيرة تطال رأس الفيفا ويتعين لذلك إنشاء هيئة مستقلة للتحقيق في هذه الأمور». وتابع «إذا صحت اعترافات وارنر، كيف يمكن لهذه الأمور أن تمر من دون معرفة أبرز الشخصيات في هذه المؤسسة؟». وتابع «هذا السؤال يجب أن يرد عليه جوزيف بلاتر، وهذا يؤكد أيضا ضرورة إنشاء لجنة تحقيق مستقلة تعمل بحرية وغير مرتبطة بالرئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا». وختم «في العام الماضي، واجه 11 عضوا من اللجنة التنفيذية للفيفا اتهامات مختلفة بالرشوة، ولم نشهد أي تقدم نحو الاصلاحات داخل هذه المؤسسة، ولم يكن هناك إطلاقا هيئة مستقلة للنظر في هذه الاتهامات. هناك شخص واحد مسؤول عن كل هذا التسيب هو جوزيف بلاتر». وتأتي هذه المواقف بعد أسابيع معدودة على قيام مؤسسة «ترانسبيرنسي أنترناشيونال»، الرائدة في مكافحة الفساد، بفسخ علاقتها بالاتحاد الدولي، موجهة ضربة قاسية لمهمة السويسري في «تنظيف» السلطة الكروية العليا. واتخذت «ترانسبيرنسي انترناشيونال» هذا القرار بسبب عدم التحقيق بادعاءات فساد سابقة داخل أروقة الاتحاد الدولي، كما أنها تعترض أيضا على الخطوة التي قام بها الفيفا بتعيين السويسري مارك بيث، المتخصص بمكافحة الرشاوى، من أجل الإشراف على الاصلاحات. وتكمن المشكلة الأساسية بين «ترانسبيرنسي انترناشيونال» والاتحاد الدولي في أن هذه المؤسسة لا تبرم العقود ولا تتقاضى الأموال مقابل عملها، وهي ترفض بالتالي أن تضم في طاقم عملها شخصا يتقاضى الأموال مقابل خدماته، وهذا هو واقع بيث، الذي يتقاضى الأموال لتقديم خدماته للفيفا. ميدل إيست أونلاين