هل يمكن اعتبار الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الأربعاء 4 يناير 2012 ، والقاضي بتدارك الخطأ الجسيم الذي ارتكبته الحكامة الجيدة ببريد المغرب بإضافة 500.00 درهم لتكملة منحة المر دودية، محطة نهائية أم مؤشرا على أزمة في تدبير المؤسسة؟. لقد واكبت النقابة الوطنية للبريد والاتصالات العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل مشكلة منحة المردودية منذ بدايتها، وكانت النقابة خلال الساعات الطوال للحوار تندد بالاستهانة التي تتعامل بها إدارة بريد المغرب مع الشغيلة التي تعتبر الرأسمال الثابت والجوهري والمنتج للمؤسسة. هل سنبقى دائما نعالج خطايا الإدارة تجاه المستخدمين دون أن نطالب بمحاسبة المفسدين ومحتقري البريديات والبريديين؟. لقد وافقت النقابة على إضافة 500 درهم كتكميل لمنحة المر دودية، لكن هل انتهت مشاكل الشغيلة مع مديري المؤسسة؟. وهل سنطبل ونزمر لهدا الفتح المبين الذي في نظرنا هو إصلاح خطأ تم ارتكابه عمدا، بل إننا نطلب من المدير العام أن يلتزم علنا ودون التباس بأن منحة المردودية برسم سنة 2012 يجب أن تساوي قيمة الأجرة الشهرية لكل مستخدم في أفق مراجعة قيمة كل المنح والتعويضات الهزيلة. لقد توصلت النقابة الوطنية للبريد والاتصالات العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل بمئات الشكايات بخصوص هزالة هاته المنح، بل إن الطامة الكبرى تكمن في تحكم أناس بعيدين كل البعد عن مواقع الإنتاج في حين هؤلاء هم المستفيدين الأولين من خيرات هذه المؤسسة. إن النقابة تذكر أصحاب الحكامة الجيدة أن الفشل في تدبير لوائح الترقية ومنحة المر دودية يجعلها غير مطمئنة على ملفات ضخمة كملف النظام الأساسي وحاملي الشهادات وملف التامين الصحي التكميلي وملف التقاعد التي تشكل العصب الرئيسي لمستقبل القطاع. إن المستقبل المشرق الذي تطمحإليه الشغيلة البريدية لا تقابله سياسة تدبيرية ناجعة وفعالة تهدف لخدمة مصالح هذه الشغيلة والتي في نظر النقابة تستند إلى ركيزتين أساسيتين : - الأولى: تطوير الجانب المادي لمواجهة غلاء المعيشة والحفاظ على القدرة الشرائية . - الثانية : تطوير الحياة المهنية بشكل يضمن ويكفل الترقي دون عراقيل وبنسبة 33% إن الوعي الذي وصلته الشغيلة البريدية للمطالبة بحقوقها ومصالحها أصبح يشكل عقبة أمام أصحاب الحكامة الجيدة، بل إن هذه الشغيلة أصبحت تحصي الأخطاء المتراكمة للإدارة، كما أنها مستعدة للنضال من أجل تصحيح مسار هذه الإدارة لأنها تستحق فعلا تدبيرا أفضل مما هو موجود حاليا.