على غرار الأحداث المختلفة التي ميزتها، فقد شهدت سنة 2011 تسجيل عدة انجازات في المجال الطبي، كان لها وقعها الإيجابي على مهنيي الصحة وعلى المواطنين على حد سواء، سيما المرضى منهم بأنواع معينة من الأمراض التي جاءت الاكتشافات التي تم تسجيلها لتحمل لهم الأمل في غد أفضل قد يعمل على وضع حد لمعاناتهم ولآلامهم الحد من الأمراض غير المعدية «السرطان» نموذجا، فقد استبشرت الأوساط الصحية العالمية خيرا بالاتفاق الدولي الذي حصل منتصف سنة 2011 في هيئة الأممالمتحدة للحّد والسيطرة على الأمراض غير المعدية كمرض السرطان مثلا. حيث قرّرت دول العالم بعد توقيعها على بيان خاص، وضع خطط قابلة للتنفيذ، تهدف للوقاية من أمراض غير معدية وذلك بنسبة 25% بحلول سنة 2025. ومثل هذه الاتفاقيات الدولية لها أهميتها لما تشكلّه من توضيح للاستراتجيات الواجب اتباعها عالميا بغية تحقيق الهدف المنشود. لقاح ضد مرض الملاريا، إذ مايزال هذا المرض يتسم بالخطورة في العديد من دول العالم ومنها العراق وشماله. وهو المرض الذي يسبّبه الطفيلي الذي تنقله بعوضة معروفة باسم «الأنوفيلس» فتصيب كريات الدم الحمر وتمزقّها، وتؤثّر في الإنسان وصحته العامة مما قد يهدد حياته في آخر المطاف. ومن المعروف أن الملاريا قد تصيب الأطفال ومنهم الرضّع. وخلال سنة 2011 جاءت الأخبار بنجاح المرحلة الثالثة والمهمة من تجربة لقاح جديد ضد المرض القديم الملاريا. فقد نشرت المجلة الطبية الأميركية المتخصصة بالبحوث الطبية، النتائج التفصيلية لنجاحات اللقاح ضد الملاريا، حث تبيّن أن هذا اللقاح يقلّل بنسبة 50% من حالات الملاريا السريرية القاسية عند أطفال افريقيا الرّضع مثلا، والبالغة أعمارهم ما بين 5-17 شهرا وذلك بعد سنة من تلقيّهم لهذا اللقاح الجديد. وستنشر نتائج تجربة لقاح الملاريا الجديد على الأطفال بأعمار 6-12 أسبوعا في سنة 2014. تقدّم كبير في الوقاية من الايدز، حيث شهدت الأشهر الفارطة وتحديدا شهر مارس من سنة 2011، نشر البحوث الخاصة بنتائج المرحلة الثالثة والمهمة من التجربة الدوائية الخاصة بعقار ضد الفيروس المسبّب لمرض نقص المناعة المكتسبة. وقد ثبت دون أدنى شك أنه باستطاعة هذا الدواء منع الانتقال الجنسي لفيروس المرض بين الزوجين إذا كان أحدهما حاملا له دون الآخر. وقد اشترك في هذه الدراسة المهمة 1763 زوجا وزوجة في 13 مركزا صحيا وفي تسعة أقطار في افريقيا وأميركا وآسيا. وقد أوقفت الدراسة مبكرا حيث تم التأكد من إيجابية العلاج بمضادات الفيروسات وخاصة في حالة إعطاء الدواء مبكرا لأشخاص مصابين تتراوح أعداد كريات الدم البيضاء عندهم ما بين 350-550 خلية في الميكروليتر الواحد من الدم. الخلايا الجذعية لإنتاج صفائح دموية، حيث تمكن علماء للمرة الأولي من إنتاج خلايا صفائح دموية بواسطة إعادة برمجة خلايا جذعية مأخوذة من خلايا شخص بالغ، مما يوفر إمكانية مصدر متجدد لمكون الدم سريع الزوال. علاج جديد للعقم، فقد تمكن علماء من «هونج كونج» من اكتشاف جزيء يعمل على ربط الحيوان المنوي بالبويضة، وهو الكشف الذي يمثل أملا جديدا للأزواج الذين يعانون من عدم القدرة على إنجاب الأطفال. ووجد الباحثون من جامعة «هونج كونج» الجزيء الرئيسي على غلاف البويضة البشرية والذي يعمل كعامل ارتباط يساعد الحيوان المنوي على الالتصاق بالبويضة. وصرح الباحث «وليام يونج» قائلا «هذا الاكتشاف يعطي إجابة لسؤال أساسي عن التزاوج البشري وكيف يرتبط الحيوان المنوي بالبويضة»، مضيفا بأنها مجرد خطوة أولية لمزيد من الاكتشافات. وسوف يساعد تحديد جزئ»SLeX « على معرفة المرضي الذين يرجع العقم لديهم لفقد هذا الجزئ، وبهذا يمكن التوصل لعلاج للعقم يعرف بحقن المني ب «السيتوبلازم»، والذي يعني حقنا مباشرا لحيوان منوي داخل البويضة.وأشارت الدراسة إلى تقارير منظمة الصحة العالمية التي تقول إن العقم يؤثر فيما يقارب من 15% من الأزواج في سن الإنجاب في العالم. حبة دواء مقاومة لشيب الشعر، إذ طوّر علماء حبة دواء، تحتوي على مستخرج فواكه سري، تساعد ?المرء على تفادي الشيب. وأفادت وسائل الإعلام البريطانية أن العلماء في إحدي الشركات الرائدة في مجال التجميل قد نجحوا في تطوير حبة «سحرية» تمنع الشعر من فقدان لونه والتحول إلى الأبيض. وأكد خبراء التجميل أن هذه الحبة ستحافظ على لون الشعر، ووعدوا بأن تباع بسعر مقبول مشددين علي أنها طبيعية بالكامل نظرا لاستخدام مستخرج فواكه في تصنيعها. كما تمكن الأطباء الألمان من اكتشاف الأسس التي يقوم عليها مرض «الزهايمر»، وعثروا على الإنزيم الذي يؤدي إلي ظهور المرض. وقام الفريق الطبي بمراقبة دقيقة لطريقة وصول البروتينات السامة عبر خيوط الأعصاب إلى المنطقة الخاصة بالذاكرة والتعلم، كما توصلوا إلى أن عدم قدرة المخ على التخلص من هذه البروتينات السامة هو المسؤول عن ظهور مرض الزهايمر عند كثير من الناس. وأكدوا بأن هناك خللا? فيما يسمي ناقل المعلومات (إيه بي سي سي 1) في المخ يؤدي إلى تزايد الإنزيمات الضارة المسببة لمرض الشيخوخة بمقدار 12 ضعفا. وقال «جينس بانكه» رئيس الفريق العلمي بجامعة? «روستوك» أنهم توصلوا إلى تخفيض كمية إنزيمات مرض الزهايمر في المخ بنسبة 70% خلال 25 يوما باستخدام نسب من عقار «ثيثيلبيرازين» المعروف منذ عقود، مشيرا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها عن وظيفة ناقل المعلومات المذكور في الإصابة بمرض الزهايمر والتأثير فيه علاجيا أيضا وأضاف بأن المواد السامة التي ينشأ عنها مرض الزهايمر تتكون في مخ كل إنسان بطريقة عادية، دلالة على الدخول في السن الحرجة، مشيرا إلى أن مخ الإنسان الصحيح ينجح في طردها خارجه، ويعتقد «بانكه» بأن الأمر ربما يحتاج إلى خمسة أعوام مقبلة حتي يتم استخدام عقار في معالجة هذا المرض بصورة عامة. نقطة تحول الجراحة، بحيث أجرى جراحون أوروبيون في إسبانيا بنجاح أول عملية زراعة لعضو كامل من أعضاء الجسم تمت هندسته باستخدام خلايا المريض الجذعية، إذ زرعوا قصبة هوائية لمريضة تبلغ من العمر 30 سنة كانت رئتها قد أصيبت بداء السل. وذكرت مجلة »لانسيت» الأسبوعية الطبية المتخصصة أن الإنجاز العلمي الكبير يعني أيضا أن الجراحين تمكنوا، وللمرة الأولى في العالم، من استخدام زراعة أنسجة خلوية بدون الحاجة إلى حقن المريض بمضادات المناعة اللازمة عادة لمنع? جسم المريض من رفض العضو المزروع. وقال العلماء بأنهم تمكنوا من خداع جسم المريضة الذي ظن أن القصبة الهوائية المزروعة هي جزء منه، وبالتالي تجنب رفضها.