شرعت فرنسا منذ مدة في التفكير في إعادة ترتبيب «بيت» المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي يؤطر الشعائر الدينية لمسلمي فرنسا بمختلف جنسياتهم من أجل صياغة مشروع جديد للمجلس سيرى النور مستقبلا. وقد بدأت وزارة الداخلية الفرنسية منذ أسابيع مشاورات مع جميع الأطراف المعنية بالشأن الديني الإسلامي على ترابها من أجل صياغة مشروع جديد للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي يرأسه محمد الموسوي ذو الأصول المغربية. وكان وزير الداخلية الفرنسي كلود غيون قد «اعترف» خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر «بوجود خلافات داخل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية»، وقال إن المجلس «يمكن أن يعمل بطريقة أكثر إرضاء»، مشيرا إلى أن «كافة المنظمات التي تمثل مسلمي فرنسا أعطت موافقتها للعمل سويا للبحث عن معايير جديدة». وتشكل مسألة التمثيلية داخل هياكل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية المبنية على معيار مساحة مساجد فرنسا والمصليات، أحد أهم الخلافات التي برزت مؤخرا بين مختلف المتدخلين المسلمين في حقل الإسلام الفرنسي. وكانت الفيدرالية الوطنية للمسجد الكبير بباريس، التي ينتمي إليها دليل أبو بكر ذو الأصول الجزائرية، قد قاطعت، بمعية اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا، الانتخابات الأخيرة للمجلس احتجاجا على نمط الاقتراع. ويتخوف متتبعون من أن يكون الاتجاه نحو تعديل المنظومة الانتخابية للمجلس، نوعا من الرضوخ لضغوطات الجزائر التي جندت كل إمكانياتها الديبلوماسية واللوجيستيكية لرد الاعتبار للمسجد الكبير في باريس وإعداده لاسترجاع مكانته الاعتبارية داخل المجلس الذي عين على رأسه دليل أبو بكر منذ تأسيه سنة 2003 إلى انتخابات 2008، حيث خلفه محمد الموسوي في ولايتين.