شهد يوم السبت 24/12/11 بقاعة الكرامة بورزازات التئام أكثر من مائتي امرأة، جئن لسرد المآسي التي يتخبطن فيها ومعاناتهن مع مؤسسات القروض الصغرى، أمام مراسلي الصحف الوطنية وهيآت حقوقية وأحزاب وجمعيات وطنية. كانت القاعة مملوءة عن آخرها، نسوة من جميع الأعمار، أغلبهن أميات فقيرات معوزات، تتوسطهن قلة قليلة من الرجال، جاؤوا كذلك لنفس المعاناة، لا لسبب سوى أنهم اقترضوا نصيبا هزيلا من المال للقيام بنشاط مدر للدخل تحت يافطة محاربة الفقر و الهشاشة، وواقع الحال هو غير ذلك! اسماعيلي بناصر رئيس جمعية الرعاية الشعبية للتنمية الاجتماعية بورزازات، الجهة المنظمة لهذا اللقاء، أوضح أن تأسيس الجمعية جاء عندما علم عدد من الناشطين الجمعويين في يوم من أيام شهر أبريل الماضي من هذه السنة، أن أعضاء من جمعية "الأمانة" المؤسسة القارضة، فاجؤوا أحد عمال"لاموزيك" في البناء، ينزعون منه المكينة، وهو بصدد تشغيلها في أحد المنازل طور البناء، لأنه لم يستطع تسديد القرض الذي بذمته، تلتها هجومات على عدد من النساء في منازلهن، وترهيبهن بشتى أنواع المساطر غير القانونية إلى حدود تهديدهن في أرزاقهن وسلبهن بالقوة ما بحوزتهن، إضافة إلى تقديمهن إلى العدالة. بعدها استمع الجميع إلى شهادات المتضررات ، شهادات مغمورة بالبكاء والحزن والتوسل ، لأنهن لا يملكن أي وسيلة للتسديد، خاصة وأن الكثير منهن سددن وبقيت بعض الجمعيات تطالبهن بالمزيد، ليتضح للجميع أن بعض جمعيات القروض الصغرى ليست وسيلة للتنمية بأكثر ما هي وسيلة لمص دماء الفقراء! (س.ب)، متضررة:«دارونا المشاكل بزاف مع العائلة،أمعا الزوج، بعت المنزل، ولدي هرب،رجلي مريض ، رجعت كنطلب ،فالليل نبات في العراء. 2 مليون دفعتها لهم أهما عطا وني غير 1.5م». (ه.م.) مريضة بالسكري: 77 سنة أخذت قرضا ب1.5 م ولأنها لم تستطع إرجاع القرض قدمت إلى القضاء الذي برأها لفقرها سنة 2007، وما زالت الجمعية تطالبها بالتسديد و تهددها في كل مرة. (ل.ن) من قلعة مكونة: " استغلونا حيت أحنا فقراء و أميين، أكنسنييو على كلشي، أعطاونا داك شويا دلف لوس باش ندير الحانوت،مول الحليب كيخلينا 8 في المائة ،أحنا كالرجعوالفائدة ب 26 في المائة علاش ما نخسرو"! ومن الغرائب التي تنهجها عينة من جمعيات القروض الصغرى بأقاليم ورزازات، زاكورة وتنغير كما جاءت على لسان المتدخلات و المتدخلين في اللقاء، هو أنها تمنح القرض ، وتطالب بإرجاعه في اليوم ذاته ! ، وتمنح كذلك السلفات للطالبات وللأطفال دون السادسة عشرة، كما وقع لطفل ذي تسع سنوات الذي اقترض 100 درهم من إحدى الجمعيات، فأرجع 230 درهما، وتلميذة اشترت دراجة نارية بقروض ، فوقعت لها حادثة، فاختفت عن الأنظار لتتعاطى للدعارة! حالات غريبة تقترفها بعض جمعيات القروض الصغرى بالأقاليم المذكورة، تتحدث الجمعيات الحقوقية والأحزاب المشاركة في اللقاء التضامني مع ضحايا القروض.. أحمد أشاهود عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" إنها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان: شخص انتحر، أين هو الحق في الحياة؟. شابة صغيرة انقطعت عن الدراسة، أين الحق في المدرسة. بيع المنزل. الحق في السكن؟ طفل ذو تسع سنوات يمنح قرضا ب100درهم مس خطير بحقوق الأطفال». إنه غيض من فيض، مما شاهدناه ذلك اليوم، يوم من أيام آخر سنة 2011، يوم مشهود لدى نسوة استهدفتهن جمعيات للقروض الصغرى، تحكمت فيهن، على اعتبار أن معظمهن غير متعلمات يمكن الاحتيال عليهن بسهولة، فقامت بإغراقهن بقروض ذات فوائد عالية و مدة الاسترداد قصيرة. و تمنح هذه السلفات بطريقة غامضة، فتوقيع العقدة يتم بسرعة كبيرة جدا وتحت ضغط المؤجرين، إضافة إلى الضائقة المالية للمستهدفين.