انطلقت الخميس الأخير، عملية ترصيف محيط حديقة عرصة الزرقطوني بالمدينة القديمة، التي صادفت زيارة جلالة الملك لميناء البحرية الملكية الجمعة الماضية. وهي الزيارة التي كشفت لساكنة المدينة القديمة عن نوع أعمدة الإنارة والمصابيح التي ستستعمل في إضاءة أزقتها ودروبها وساحاتها. الأعمدة والمصابيح التي تم تثبيت خمسة أعمدة منها على جنبات حديقة عرصة الزرقطوني أصبحت محور حديث العديد من جمعيات المجتمع المدني بالمدينة القديمة ، بخصوص نوعيتها وجودتها وملاءمتها لفضاءات المدينة القديمة، على اعتبار أنها مصابيح عادية، وبعيدة كل البعد عن مواصفات ومعايير الجودة التي قد تضيف رونقا وجمالا للمواصفات الجمالية التي قدمت لجلالة الملك خلال زيارته للإطلاع على سير أشغال تأهيل المدينة القديمة. مواصفات المصابيح التي تم تثبيتها، جاءت مخالفة لما تضمنته أجندة المشرفين على مشروع التأهيل، حيث عوض اعتماد أعمدة ومصابيح كان مقررا لها أن تطابق مواصفات اسبانية من إنجاز مهندسة من برشلونة، عوضت بمصابيح وأعمدة توزعت مصادرإنجازها مابين المحمدية وأولاد صالح! ولم ترق حتى لمواصفات المصابيح التي نصبت قبل 13 سنة التي جُلبت من الخارج! ومن منطلق أن الدارالبيضاء لها عناية خاصة اليوم، خصوصا المدينة القديمة، وربما هي عناية لم تحظ بها منذ فترة الاستعمار، هذه العناية تستدعي الإمساك بالسؤال المقلق: «أي عاصمة اقتصادية نريد»؟ وأي «مدينة قديمة» نريد؟ إذن، التمرين الذي انطلق مع تأهيل المدينة القديمة، خصوصا الشريط السياحي للمدينة، بدأ يثمر نتائج مهمة على المستوى الأمني بالمنطقة من خلال تجفيف منابع المخدرات وبيع الخمور والجريمة على مستوى الدائرة الأمنية للسور الجديد، لهذا يعتبر المتتبعون أن المخططات الاستراتيجية التي اعتمدت في تأهيل المدينة القديمة، يجب أن تظل مترابطة مع بعضها البعض بكل شفافية ووضوح..