عاش سكان ومرتادو شارع فاروق الرحالي بحي سيدي معروف الرابع والخامس (الزنقة 1 سابقا) بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، مساء يوم السبت 24 دجنبر الجاري، تفاصيل سوداء من الرعب الممزوج بالاستغراب للوضعية التي أصبحت عليها أحياء وشوارع العاصمة الاقتصادية من تسيب وفوضى، وذلك عقب إقدام شابين من أصل ثلاثة قدموا إلى المنطقة المذكورة حوالي الساعة الثامنة والنصف ليلا على متن دراجة نارية رباعية العجلات بدون ترقيم من النوع المحظور عليه السير والجولان بالطرقات العمومية، بعد ترجلهما من الدراجة وهما في حالة سكر طافح، على مهاجمة مجموعة من السيارات التي كانت مركونة وعملا على تكسير زجاج واجهاتها الامامية والخلفية، وقاما باعتراض سبيل المارة، كما عملا على رشق واجهات محلات تجارية بقنينات فارغة من ماء الحياة «الماحيا» والجعة، أمام ذهول واستنكار جميع من عاين الواقعة دون أن يسجل أدنى تدخل خوفا من تطور الأمور إلى ما لاتحمد عقباه، قبل أن يغادر أفراد العصابة المكان مخلفين وراءهم عدة خسائر، اعتقد سكان الحي أنها نهائية، لكنهم فوجئوا بعودتهم من جديد، وهذه المرة في منتصف الليل وعلى متن دراجة أخرى من الحجم الكبير من نوع «إكس تي» برتقالية اللون، وأعادوا نفس السيناريو التخريبي، قبل أن تتم مواجهتهم هذه المرة من طرف شبان من المنطقة الذين تدخلوا لحماية الممتلكات العامة والمارة من بطش وفتونة هؤلاء «المعربطين»، بعدما تخلفت العناصر الأمنية عن التدخل في الوقت المناسب، وفقا لشهادات بعض المتضررين، الذين توجهوا صوب مقر الديمومة لدائرة الموحدين «2 مارس» من أجل تسجيل شكاية في الموضوع، بينما انخرط البعض الآخر في إعداد عريضة في هذا الشأن لتقديمها لدى الجهات المختصة. وصباح أول أمس الإثنين حوالي الساعة العاشرة، حاول لصان على متن دراجة نارية اعتراض سبيل شابة كانت تمر بشارع الفداء على مقربة من مركز البريد من أجل سرقتها، وعمل المرافق الذي كان يجلس في المقعد الخلفي على محاولة خطف/انتزاع سلسلة من عنقها، ففطنت الشابة للأمر وتفادته وهي ترتجف من الخوف، ولما حاول إعادة الكرة، انتبه أحد الشباب الذي تواجد في المكان للأمر، وهو ذو بنية جسمانية قوية، فطوح بقدمه عاليا صوب السائق الذي اختل توازنه فسقط بمعية مرافقه أرضا قبل أن يلوذا بالفرار تاركين الدراجة النارية وراءهما. حظ سارق آخر سيكون أكثر سوءا خلال نفس اليوم، وتحديدا حوالي الساعة الثانية والنصف زوالا، حين أقدم هذا اللص وهو في الثلاثينات من عمره، وفقا لشهادة شهود، كان في غير وعيه، على محاولة العبث بقفل الصندوق الخلفي لسيارة من نوع «داسيا» سوداء اللون كانت مركونة أمام الملأ وبشكل واضح للعيان بملتقى مدارة مرس السلطان مع تقاطع شارعي عمر الريفي ورحال المسكيني أمام الصيدلية الرئيسية، حيث حاول فتحه من أجل سرقة محتوياته ولم يفطن لتواجد صاحب السيارة بداخلها جالسا بالمقعد الأمامي، هذا الأخير الذي اتصل بصديقه الذي كان يتواجد بأحد المقاهي المجاورة قصد جلب وجبة الغداء، وعملا معا على تطويقه وشل حركته، حيث تبين أن صاحب السيارة وصديقه هما من رجال الأمن والسيارة توجد على واجهة زجاجها الأمامية «ماكارو» صادرة عن الإدارة العامة للأمن الوطني، وتم اقتياد اللص بعد وصول عناصر الصقور الدراجة ودورية للأمن صوب مقر الدائرة الأمنية الثالثة لابن اجدية من أجل تحرير محضر في الموضوع وتقديمه أمام العدالة لتقول كلمتها فيه. فصول المواجهات والاعتداءات أضحت أمرا اعتياديا بالعاصمة الاقتصادية ولم تفلح المجهودات الأمنية في كبح جماحها، وهي التي تتسم بين الفينة والأخرى بالهيجان كما هو الحال بالمنسبة لواقعة حي شادية بشارع حسن العلوي التي عاش المواطنون فصولها المرعبة بعد إقدام مخمور على إشاعة حالة من الفوضى والتسبب في خسائر مادية جسيمة طالت تبعاتها مفتشا للامن بعد إصابته بواسطة السلاح الأبيض، وأدت إلى سرقة سلاح ناري لرجل أمن تم العثور عليه فيما بعد، واعتقال شركاء المنحرف الذي لم يتم اعتقاله هو الآخر إلا بعد إطلاق أعيرة نارية ضمنها واحدة وجهت صوب ركبته! هي حالات من «الفوضى»، التي تتطلب بذل المزيد من الجهد الأمني والاجتماعي والثقافي، والأكثر من ذلك السلوكي والتربوي، من أجل محاصرة مظاهر العنف والفتونة واعتراض سبيل المواطنين وترويع أمنهم، ضمانا لتعزيز الشعور بالثقة والطمأنينة في نفوس الجميع.