في البداية كان هناك حقل «حقل قمح، خرج للتو من دهشة فان غوك. ثم بعد ذلك فاحت رائحة الخبز. ورأيت يد الأم. وبعدها مباشرة فم الطفل وهو يحكي عن الوالدة. لم أر نجمي صحافيا أبدا، رأيت دائما طفل بائعة الخبز. بعدها بدا لي أن خيط الرائحة كان يتنقل بين طعم الذاكرة وورق الجريدة. ويستقر في النهاية في تلافيف استعارية. تقتضي الشهادة أن أكون واضحا، بقدر ما هي واضحة عبارة «سماء زرقاء تبتسم لي». ولهذا سأقول إننا في شبيبة الحزب نظمنا مؤتمرا، وأن نجمي في تسعينات القرن الماضي اقترحني لكتابة البيان الختامي، وأني زغت بلغة التقرير الى مخبأ السوسنة، وتسللت مع اللغة الى البيان الختامي. وقتها، قيل إن نجمي، البريء كعادة كل الذئاب في قصة يوسف، هو من اقترف الشعرية في بيان سياسي. قال شاب متحمس للغاية، إن الشعراء إذا دخلوا لجنة البيان الختامي أفسدوها. هل كنا وقتها في منتصف المهنة أو في قلب الجلجلة؟ ليس مهما أن أجيب لكن نجمي وقتها لم يرد. ووقفت للرد، بدون أن أذكر المؤامرة. حسن نجمي هو أولا الصديق الذي تسبق صداقته عن معرفته. كان صوتا في الفحم، تم تحول إلى صورة في الخافق القديم ، وبعدها أصبح الصوت الذي يخاطبك بالعالم. في الصحافة كان نجمي الباب التي نصل بها إلى قلوب كثيرة في المغرب، كان العتبة أيضا وكان الشرفة بالنسبة لي ولجيل من شباب الحزب. لا أعتقد أنني كنت سأدخل الصحافة لو لم أصادفه ذات حماس، وحافظ لي على جوهر الاشياء في الكتابة، اليأس النظيف والأنيق أمام السياسة. لم تكن معه الصحافة عصاب الخبطة الصحافية، ولا كانت تقاس بغير المعيش، وصوت الناس، والأدب الذي يجب أن يسري في المقالة. ولربما لم تصدق في صحافة نجمي سوى صفة واحدة هو أن الصحافة كانت أول مدرسة للياقة، أو للديبلوماسية إذا شئنا. ساعدني نجمي في أن أكون صحافيا مرتين. ورطني صحبة عاهد سعيد في ليبراسيون.