نقل جزارو ميدلت غضبهم نحو ساحة عمالة الإقليم في وقفة احتجاجية سلمية من أجل إثارة انتباه الجهات المسؤولة مجدا لانعكاسات فضيحة تأخر أشغال وتجهيز المجزرة الجديدة، وردد المحتجون عدة تصريحات وشعارات تندد في مجملها بسياسة التسويف والتماطل والاستخفاف التي ما فتئ المسؤولون ينهجونها في تعاملهم إزاء الموضوع، كما ندد المحتجون أيضا بالوضعية الكارثية التي باتوا يعانون منها والخسائر المادية الناتجة عن هذه الوضعية الشاذة، وإثر ذلك عاشت ميدلت أزمة واضحة على مستوى تسويق اللحوم الحمراء مقابل لجوء المواطنين إلى استهلاك اللحوم البيضاء. المحتجون طالبوا بالتدخل الفوري لاستكمال أشغال مشروع المجزرة الجديدة، هذه التي تم إحداثها على الطريق المؤدية إلي ميبلادن وأحولي، وأعطى انطلاقتها الملك محمد السادس خلال زيارته للمدينة السنة الماضية، إلا أن مسؤولي ميدلت أهملوا ما تتطلبه هذه المجزرة الجديدة من تجهيزات أساسية، إضافة إلى ضعف قنوات صرفها الصحي ما يسهل اختناقها في أية لحظة، علاوة على عدم وجود أماكن مخصصة لتعليق الذبائح، فضلا عن مظاهر الغش التي أخذت تبرز بجلاء بعدة نقاط من البناية. وتجدر الإشارة إلى أن المسؤولين أسرعوا في ظروف عشوائية وارتجالية إلى هدم المجزرة القديمة ما قبل إتمام المجزرة الجديدة، دون أدنى مراعاة لا لمصالح الجزارين ولا ساكنة المدينة، وفي هذه الأثناء لم يفت بعض أبناء المدينة فتح صفحة خاصة ب"أخبار المجزرة الجديدة" على موقع "الفايسبوك" الاجتماعي، أشاروا فيها إلى التعثر الذي تعرفه أشغال بناية المجزرة الجديدة، وعدم اكتمال تجهيزها باللوازم الضرورية، ومن بين ما أشاروا إليه هو ما شاب عملية هدم المجزرة القديمة التي عرفت، حسب قولهم، "تهافت البعض من المقربين على نهب الحديد والأخشاب التي كانت تشكل الجزء الأكبر من بناية هذه المجزرة"، وخلال الزيارة الملكية الأخيرة، أشار أصحاب الصفحة إلى أن السلطات عمدت إلى "فرض تعليماتها على الجزارين للقيام بفتح دكاكينهم وبيع اللحوم رغما عن أنفهم"، ذلك للاستجابة للطلب المرتفع حينها، وإخفاء أسباب أزمة اللحوم بسبب إضراب هؤلاء الجزارين عن الذبح. النقابة الوطنية للتجار والمهنيين الصغار والمتوسطين بميدلت عقدت لقاء موسعا مع الجزارين في اجتماع استثنائي، حيث استعرض الحاضرون مختلف المشاكل التي يتخبط فيه قطاعهم، سيما مشكل المجزرة الجديدة التي ظلت أشغالها مبتورة وتجهيزاتها غير مكتملة، علما أن تكلفة بنائها فاقت 836.970.000,00 درهم، إلا أن "مولودها" خرج دونما المواصفات والشروط المطلوبة، ما استدعى دخول الجزارين في معاركهم الاحتجاجية التي من المتوقع أن تتواصل إلى حين تلبية مطالبهم المشروعة في ارتباطها بالمواطنين.