«لمن يعتبر أن هناك صفقة مع «البيجيدي» أو النظام، نقول إن العبارات التي استعملناها في بيان جماعة العدل والإحسان واضحة كل الوضوح ولا تحتمل أي تفسير مغرض. وقرارنا بالانسحاب من حركة 20 فبراير مبني على قراءة متمحصة في العلاقة بين الجماعة والحركة. فنحن في الجماعة كنا ندرك بأن الحركة ضعيفة وبأننا نحن الذين نقويها ونمنحها الزخم الذي كان لها، وإلا لكانت حركة نخبوية، ولن تستطيع حشد الآلاف في مسيراتها. قرارنا في الجماعة، بعيدا عن التأويلات المغرضة التي ترى فيه هدية لحكومة بنكيران أو صفقة مع النظام، جاء باختصار بعدما بدأ يظهر بأن عددا من الناس داخل الحركة غير مندمجين فعليا وبدأوا يضعون الاشتراطات ويحددون سقف المطالب، ولا يعملون سوى على تسويق صورتهم إعلاميا، وأيضا لتحسين أداء تنظيماتهم وتحويلها إلى منطقة جذب واستقطاب، والحال أنهم لا يعملون من أجل تعزيز الحراك الشعبي، لأن هذا الزخم يحتاج إلى التلقائية التي تتكسر على جدار كثرة الاشتراطات وأرضية المطالب وتحويلها إلى سقف لا يعلى عليه. كما أن الرجة التي نبحث عنها لا يمكنها أن تتحقق بالطريقة التي تدبر بها الحركة الآن. لكل ذلك، ليست هناك أي صفقة مع أي جهة كانت. بل اتخذنا قرار الانسحاب لأن الحركة قوية بالجماعة وضعيفة بدونها، ولنبين لهؤلاء الذين يركبون على زخمها بأننا مستعدون للتخلي عنها لهم (وبالمجان)، وعليهم، آنذاك، أن يشمروا عن سواعدهم للعمل بدل الكلام».