أصدر مؤخرا المسرحي المغربي الزبير بن بوشتى، نصا مسرحيا جديدا تحت عنوان «طنجيتانوس» عن منشورات ومضة. طنجيتانوس مسرحية تعاود زيارة الأسطورة من منظور حداثي في بعدها البزنطي وعمقها اليوناني الذي عرفته إمبراطورية موريطان طنجيتان. يتخذ النص من أسطورة الصراع الضروس الذي خاضه هرقل ضد أنطيوس للاستحواذ على مملكة طنجتان وبساتين هيسپيريس المطرزة بالتفاح الذهبي حامله الأساس للحديث عن الصراعات المعاصرة التي يعيشها العالم اليوم. يشكل هذا العمل المسرحي نقطة تحول في مسار الكتابة الدرامية لدى الزبير بن بوشتى، وذلك لتميز أسلوبه واندراج موضوعاته في مجال الأسطورة كما حاول المؤلف ان يصنع مادة ابداعية صرفة بالارتكاز على شخوص من الأسطورة اليونانية، والصراع بين انطنيوس وهرقل. محاولا استغلال طنجة وما جاورها كفضاء لتحريك الأحداث فضلا عن هذا اراد بن بوشتى ان يبرز من خلال عمله هوسه بحاضر وماضي مدينة البوغاز. مسرحية «طنجيتانيوس تشكل عملا ذا نفس تراجيدي، لكنه يعكس بعدا إنسانويا معاصرا إلى درجة يمكن النظر معها إلى أنطونيوس على أنه بطل من زمننا يجعل من العلم وسيلة للتخلص من هزيمته وقد ساهمت الشخوص الأسطورية بتحريكها من لدن الكاتب في بلورة فعل مسرحي تتأطر في ثناياه مواقف إنسانية خالدة هي في الحقيقة نتاج كتابة أدبية رفيعة ترتكز على عدة لغات تتأرجح بين القول اليومي البسيط والقول الشعري الرشيق والإشراقات الصوفية الباطنية والتعبير البلاغي. وكان قد صدر للمؤلف عدة مسرحيات نذكر منها «مقهى الحافة» «ياموجة غني»، «للاجميلة»، «النار الحمرا»، «زنقة شكسبير»» و«أقدام بيضاء».