بالنظر إلى ما يحمله من فرجة وأداء راقي في أصول لعبة كرة القدم، وبالنظر إلى ما يعج به الفريقان من نجوم، تفوق قيمة المتواضع فيهما، مزانيات أندية كرة القدم المغربية جمعيها، بات الكلاسيكو الإسباني بين الغريمين الأزليين، برشلونة وريال مدريد، معبود الجماهير المغربية، التي تفتت في التعبير عن عشقها لهذا المنتوج عالي الجودة في كرة القدم. فإلى جانب التسربل بألونهما، والتهافت على شعاراتهما ورموزهما، اختار العديد من المتيمين بعشق الفريقين، إلى تأسيس رابطات لمشجعي البارصا والريال بالمغرب، وفعلا اهتدى قطبا كرة القدم الإسبانية و العالمية إلى هذا الهيام المغربي، وقاما بزيارات إلى المغرب وأعلنا عن تأسيس أكاديميات تابعة لهما بالمغرب. وهكذا زار كل من خوان لابورتا ورامون كالديرون الرئيسين السابقين على التوالي لإف سي برشلونة وريال مدريد المغرب، والتقيا بالعديد من الشخصيات الرياضية المغربية. ومن التقاليد التي أصبحت حاضرة في المشهد المغربي للكلاسيكو الإسباني، مبادرات العديد من الشخصيات الرياضية ورجال الأعمال و العديد من العشاق إلى التنقل إلى مدينتي مدريد وبرشلونة لمتابعة هذا الكرس الكروي، الذي لا يتكرر إلا في مناسبتين في السنة الواحدة، اللهم إلا إذا جاد كأس الملك وعصبة أبطال أوربيا بفرص أخرى ترفع من فرص الإشباع الجنوني لعشق تغلغل في نفس ملايين العشاق وفي مختف القارات. ويغتنم المشجعون المغاربة، الذين يفضل الكثير منهم مشاهدة هذا الحفل الكروي بالمقاهي، الذي يقربهم بشكل كبير من أجواء الملعب، هذه المباراة لإبداع أجواء خاصة، فرغم المشاحنات التي قد تصل أحيانا إلى العنف، إلا أنها في عمومها تمر في أجواء من التنافس والتحدي، حيث تكثر المراهنات بفوز هذا الفريق أوذاك، وتكون على مبالغ مالية كبيرة أمام أنظار كل مرتادي المقاهي، الذين يكونون شهودا على هذا الحدث الثانوي، الذي يضفي نكهة خاصة على مباراة تجري في إسبانيا، وبطقوس مغربية.