و ذهبت الجائزة الثانية إلى الفيلم الوثائقي الألماني الايراني «كرة القدم من تحت الحجاب» لكل من المخرجين دافيد اسمان وآيات نجفي وهو عمل سينمائي يتناول مسائل متعلقة بالحرية في اللباس والمعتقد، حيث تُطرح صعوبات على فريق كرة القدم النسائي الألماني في التباري مع المنتخب الايراني للسيدات. ويذكر ان فيلم «منبع النساء» الذي تشارك فيه عدة وجوه فنية مغاربية مثل الممثلة الجزائرية «بيونة» والممثلة التونسية «حفصية حرزي»» عرض في الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي. حين تلج ساحة جامع الفناء لابد أن تثيرك حلقات تردد نغمات هندية مستقاة من الأفلام الهندية التي تقدمها في غالب الأحيان القاعات السينمائية في الأحياء الشعبية، هؤلاء الحلايقية لهم القدرة على ترديد الأغاني الهندية، بل منهم من يعيد رسم سيناريوهات أفلام هندية شهيرة فيتحدثون عن «بانكالا البدوية» و«أمنا الارض» و«أمنا الهندية»، ويحفظون أسماء مشاهير السينما الهندية من أمثال أميتا باتشان وشاه روخان، هذا الأخير الذي حظي بتكريم خاص خلال الدورة 11 لمهرجان الفيلم المراكشي.. وعشق النغمة الهندية عند المراكشيين يتجلى أيضا في الإقبال المنقطع النظير على بائع الأشرطة الهندية بسويقة سيدي أيوب.. كما أن القاعات السينمائية رغم قلتها تتسابق على تقديم أي جديد في السينما الهندية لمعرفتها أن الجمهور المراكشي له عشق جنوني للسينما الهندية.. المولعون بالأفلام الهندية يحفظون عن ظهر قلب كثيرا من الأغاني الهندية ويرددونها بتلقائية كبيرة وبإتقان مبهر.. وهو ما جعل الفنان الهندي شاه روخان يعيش لحظات اندهاش في ساحة جامع الفناء يوم الجمعة الماضي يوم تم تكريمه من طرف المهرجان الدولي للفيلم .. انبهر حين قاطعته الجماهير وهو يردد إحدى أغانيه على الخشبة المثبتة بالساحة، بل فرضوا عليه أن يغني معهم أغانيه التي كانوا هم المبتدئون في ترديدها.. وقف مشدوها وتأثر بهذا العشق الكبير.. لم يصدق أن يسمع أغاني من أقاصي الشرق يُرَدَّدُ صداها في أقاصي المغرب.. لم يجد سوى التمتمة بكلمات من الحب والإعجاب بهذا الجمهور المبدع ليقول: شكرا لهذا الجمهور الرائع.. شكرا لهذا المهرجان الذي أراني وجهي في مرآة مغربية أكثر صفاء.. شكرا لكل هذا العشق المنساب علي كرذاذ أمطار تُنْبِتُ العشق في حدائق الإبداع لتكسر وتمد شرايين التآخي بين كل الشعوب.. هذا على الأقل ما حاولت استنباطه من بريق عينيه وهو يتأمل مئات الجماهير المغربية وهي تلتف على المنصة التي أطل منها في ساحة جامع الفناء..