تعاني الصناعة التقليدية بمدينة وزان حالة من الركود والتهميش . تزايدت معاناة الصانع التقليدي في هذه المدينة العتيقة ذات الصيت ، سواء على الصعيد المحلي أو الوطني. وقد كان لجودة منتوجها التقليدي على مدى قرون ، دور فعال في تنشيط الإقتصاد المحلي، وكان لها الفضل في تشغيل عدد هائل من شباب المدينة. ومن دواعي الأسف أن هذا القطاع أصبح اليوم يعاني من عدة تراكمات سلبية ، نخص بالذكر منها نظام الضرائب غير المتوازن ، وقانون الشغل اللذين لا يفرقان بين المقاولات الكبرى والمهيكلة ، وبين الصانع التقليدي الذي أصبح في حالة إفلاس وبدون شغل، وذلك راجع لأسباب عدة ،منها على الخصوص :غياب التوعية ،وضعف القدرة على المنافسة ،وغياب الدعم ،وعدم تطوير وسائل وأساليب الإنتاج في مواجهة العولمة والسوق الحرة. أضف إلى ذلك أن أصحاب رؤوس الأموال ،وأصحاب المقاولات الصغرى والكبرى ، صاروا متحكمين في هذا القطاع المشلول وغير القادر على النهوض . ومن هنا نتساءل أين هو دور السلطات الوصية؟، مع العلم أن الوزارة المعنية تمتلك إحصائيات دقيقة وشاملة عن هذا القطاع ، وخير دليل على تدهور القطاع بالمدينة هو إغلاق أو اندثار عدة أحياء للصناعة التقليدية ، فلم يتبق من «الخياطين» و»الحدادين» و»الدباغين» و»الدرازين» و»النجارين « إلا أسماؤها ، واختفت المسميات أو تكاد ،وصارت مجرد عناوين. ومن كان يمارس تلك المهن لم تعد له بها صلة . فمنهم من أصبح سائق أجرة ،ومنهم من أصبح عاطلا أو متسولا ،أو حمالا ، ومن سبق له أن زار هذه المدينة قبل عقود ، صار يتساءل عن السبب في تعطيل كل هذه الأوراش التي كانت مزدهرة إلى عهد قريب .والسبب الأهم واضح لا غبار عليه ،وهو التهميش من طرف السلطة الوصية والمركزية ، وكذلك المجلس البلدي الذي لايزال يتهرب من إنشاء حي صناعي رغم عدة وعود . وبعض التعاونيات ،كتعاونية الدباغة ظلت تنتظر الدعم الذي طلبته من السلطات الوصية حتى أفلست وأغلقت أبوابها. ولم تستفد لا من مبادرة التنمية البشرية ،ولا من غيرها. ولم تنج تعاونية النجارة من الإفلاس إلا بتدخل من المندوب الإقليمي الجديد لوزارة الصناعة التقليدية على إقليموزان الذي تكفل بتسديد ديونها وبفضل الدعم الذي قدمته عمالة إقليموزان. وبصفتي صانعا تقليديا ،أطالب كل صانع تقليدي وألح عليه بأن ينفض عنه غبار الكسل ،ويزيح حاجز الصمت ،لأنه لاشيء أغلى من العزة والكرامة . واعلم أخي الصانع أن هذه ليست سحابة عابرة وليست قضاء وقدرا ولكنه درب يحتاج الصبر والجرأة. ولا يسعني في الختام إلا أن أطلب من كل الغيورين على هذا القطاع، سواء المثقفين أو السياسيين أو الفاعلين الجمعويين، أن يدلوا بدلوهم في هذا المجال إحقاقا للحق وحرصا منا على هذا الموروث التقليدي. (٭) صانع تقليدي بوزان