يحتفل هذا العام باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة وبالذكرى الخامسة عشرة لإنشاء صندوق الأممالمتحدة الاستئماني لإنهاء العنف ضد المرأة تحت شعار «نشاطات القيادات الشابة في منع وإنهاء العنف ضد النساء والفتيات». أول المتحدثين في الندوة التي عقدت بهذه المناسبة كانت مونيك كولمين، بطلة الأممالمتحدة للشباب التي أدارت الندوة وأكدت على أن الشباب عبر العالم، لديهم اتجاه واضح وعلم بالأشياء التي يمكن القيام بها لمنع وإنهاء العنف ضد النساء والفتيات:«العيش حياة خالية من العنف هو حق أساسي من حقوق الإنسان، ولكن ملايين النساء والفتيات عبر العالم يتعرضن للاغتصاب والعنف المنزلي، وختان الإناث، وهجمات بالأسيد أو أي شكل آخر من أشكال العنف، وذلك فقط لمجرد أنهن نساء وفتيات. وكثيرا ما لا تتم مساءلة أحد عن هذه الجرائم ». الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة هو مبادرة من حملة أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون «اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة» التي أطلقت عام 2008 . وقال الأمين العام:«هذا العنف يمتد عبر الكرة الأرضية. ويقترفه في الغالب الرجال. هذه حقائق. وسواء في البلدان النامية أو المتقدمة، ينبغي أن يشكل شيوع هذا العنف غير المقبول صدمة لنا جميعا. فالعنف، ومجرد التهديد به، هو واحد من أهم العوائق أمام تحقيق المساواة الكاملة للمرأة ». وشدد الأمين العام على حق جميع النساء والفتيات بالعيش حياة خالية من العنف، داعيا الرجال والشباب إلى تغيير المفاهيم الخاطئة والعمل معا لخلق نسيج اجتماعي متناسق وأضاف: «لايزال الكثير من الشباب يترعرعون في محيط ذكوري نمطي عفا عليه الزمن. قبل عامين، أطلقت شبكة القادة الرجال لمعالجة هذه المسألة. إذ ينبغي على الرجال أن يكونوا قدوة حسنة في القول «لا للعنف ضد المرأة». نحن بحاجة إلى نشر نماذج صحية للرجولة. ولكن للقيام بذلك، يجب تشجيع الشبان والصبية على أن يصبحوا نشطاء في هذا المجال. نحن بحاجة إلى هذا الجيل من الرجال لوقف السلوك المتأصل منذ أجيال». وفي هذا الإطار شددت المديرة التنفيذية لمنظمة الأممالمتحدة للمرأة، ميشيل باشوليت، على أن الحركة من أجل المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء، ومن أجل إنهاء العنف ضد المرأة، هي حركة لإنهاء الظلم وعدم المساواة. وأضافت أن الإحصائيات تشير إلى الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات أقوى، قائلة «وإذا نظرتم إلى ما حصل في العقود الماضية، لوجدتم أننا أحرزنا تقدما، ولكننا مازلنا بحاجة لفعل المزيد»، وأضافت قائلة:«ست من أصل عشر نساء سيختبرن العنف الجسدي أو الجنسي في حياتهن. اليوم، هناك أكثر من مئة مليون فتاة في عداد المفقودين نتيجة لاختيار جنس الجنين قبل الولادة. وخمسون في المئة من الاعتداءات الجنسية ترتكب ضد الفتيات تحت سن السادسة عشرة. النساء والفتيات يشكلن 80 % من الأشخاص المتاجر بهم عبر الحدود الوطنية، والغالبية منهن يُهَرّبن لأغراض الاستغلال الجنسي ». ويعد العنف ضد النساء والفتيات واحدا من انتهاكات حقوق الإنسان الأوسع نطاقا في العالم. فهو يتخطى الحدود والعرق والثروة والثقافة والجغرافيا. ويحدث في كل مكان: في المنزل أو في العمل، في الشوارع أو في المدارس، في أوقات السلم أو الصراع. ولكن هذا ليس أمرا حتميا. إذ يمكن مواجهة العنف ضد النساء والفتيات والحد منه بشكل منهجي، ومع مزيد من الإصرار يمكن القضاء عليه... «اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة»!