قدمت فرقة «مسرح الشامات» من مدينة مكناس، مساء الثلاثاء بالعاصمة الأردنية عمان، عرضها الثاني لمسرحية «تغريبة ليون الإفريقي»، وذلك في إطار فعاليات الدورة الثامنة عشرة لمهرجان المسرح الأردني، التي تختتم يومه الخميس. ونجح هذا العمل، الذي يستحضر أهم المحطات في حياة ليون الإفريقي «حسن الوزان» في رحلة بين الماضي والحاضر، امتدت من مدينة فاس إلى روما، في إثارة فضول عشاق المسرح في العاصمة الأردنية، وذلك بطرحه لمواضيع التسامح والتعايش بين الأديان وتقبل الآخر، لينزاح عن جل العروض التي قدمت في المهرجان، والتي طغت على تيماتها قضايا سياسية أو اجتماعية. كما تمكنت «تغريبة ليون الإفريقي»، التي عرضت على خشبة المسرح الرئيسي بالمركز الثقافي الملكي، من استقطاب جمهور غفير بفعل جرأتها في طرح هذه المواضيع، في قالب لم يخل من مشاهد كوميدية، وذلك من خلال شخصية متسامحة ترفض العنف والتعصب والعنصرية في ترحالها بين حضارات الشرق والغرب. وفي هذا السياق قال مدير المهرجان عبد الكريم الجراح، أن خصوصية العرض المغربي، الذي يندرج في خانة المسرح التاريخي، تكمن في منحاه الإنساني، مجسدا في الرسالة التي يسعى الى إيصالها، والتي تتمثل في الدعوة إلى التسامح وتقبل الآخر وحوار الأديان وسيادة القيم الإنسانية، عبر تاريخ وفكر شخصية حسن الوزان. وأشار إلى أن «تغريبة ليون الإفريقي» تحمل في طياتها رسالات لها علاقة بالقضايا الكبرى في الحياة والوجود، وأنها انحازت لمقولات إنسانية، أي اتجاه الأفكار الراقية التي يدافع عنها المسرح. وبخصوص المشاركات المغربية في دورات المهرجان، قال الجراح إن «تواصلنا مع ما يشهده الحراك المسرحي المغربي هو تواصل مستمر»، مشيرا إلى حرص المسرح المغربي، الذي أثبت حضوره على صعيد الوطن العربي، على التواجد في هذا المهرجان الذي يعد من المهرجانات التي لها وقعها على الساحة المسرحية العربية. ومن جهته، قال مخرج المسرحية بوسلهام الضعيف، إن المسرحية تشتغل على شخصية تاريخية عرفها المغرب في القرن السادس عشر، ولكنها في الوقت نفسه «شخصية حية ومعاصرة، تخاطب المجتمعات الحالية في مشاكلها الراهنة». يشار إلى أن «تغريبة ليون الإفريقي» هي من تأليف الكاتب والناقد أنور المرتجي، وسينوغرافيا عبد الحي السغروشني، وأداء كل من بوسلهام الضعيف ومصطفى الخليلي وفريدريك كلميس وبنعيسى الجراري ورضى بنعيم وساندية أبو تاج الدين.