أكد ادريس بنهيمة الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية ورئيس الجمعية الإفريقية لشركات الطيران، استمرارية المغرب في تقوية علاقاته مع الدول الإفريقية جنوب الصحراء، واستشهد على ذلك بالاستثمارات المنجزة في قطاعات الاتصالات والقطاع البنكي وقطاع البناء، فضلا عن تكثيف تواجد شركة الطيران الوطنية بالعديد من الدول الإفريقية وانخراطها في هذه الديناميكية، إذ أصبحت تغطي 24 خطا في اتجاه المنطقة رغم الإجراءات الحمائية المعيقة لتطوير نشاطها في بعض الجهات. الكلمة التي ألقاها بنهيمة أمام المشاركين في أشغال الدورة 43 للجمعية التي انطلقت صباح أمس بمراكش ،ركزت على دور التحرير في تحديد الخيارات الإستراتيجية، ملاحظا أن هذا المعطى العالمي غير قابل للرجعة ، وبخضوعه لقانون السوق لم يعد له من خيار غير الامتثال لقانون السوق والاعتماد على منطق المردودية على غرار باقي الأنشطة الاقتصادية. وبالنسبة للمغرب الذي انخرط في هذا التوجه، فإن معدل نمو أنشطته ارتفع إلى 15% في السنة فضلا عن انعكاسات هذا التحسن على الأوضاع الاقتصادية، وبشكل خاص على قطاعات السياحة والبنية التحتية للمطارات، فما بين 2004 و 2007 أسفرت هذه السياسة عن: - ارتفاع التنقلات في اتجاه المغرب بمعدل 19% في السنة - ارتفاع الوتيرة من 560 إلى 991 رحلة في الأسبوع - خلق 360 رحلة في الأسبوع منها 228 للرحلات الرخيصة «لوكوست» و 146 رحلة للرحلات التقليدية. وهذه التحولات خلقت قطيعة مع المناخ التنافسي المعتاد في المغرب، إذ تضاعف نشاط الشركات الأجنبية المنافسة ب 12 مرة لترتفع من نصف مليون مقعد سنة 2006 إلى 7 ملايين مقعد سنة 2010 ، وزاد من الصعوبات التي واجهت الشركة الوطنية تعرضها للعوامل المترتبة عن أزمة 2008 العالمية، وخاصة منها ارتفاع أسعار البترول إلى حوالي 110 دولار للبرميل التي أخلت بالتوازنات الأساسية للشركة، ثم التراجع المسجل في بداية سنة 2011 بفعل التطورات التي عرفها العالم العربي وما تلاها من ارتفاع في أسعار المحروقات، غير أن كل هذه المعيقات لم تحل دون تمكن الخطوط الملكية المغربية من مضاعفة نشاطها ومن تجديد أسطولها ليصل معدل أعمار طائراتها إلى 5 سنوات، كما لم يحل دون توفقها في تحويل مطار الدارالبيضاء إلى صلة وصل بين افريقيا وأوربا . ولمواجهة كل التحديات فإنها أعادت مركزة مجهوداتها حول المهن الأساسية المنوطة بها مع التخلي عن بعض الأنشطة الثانوية، وعبر إقرار برنامج استثماري بقيمة 9.3 مليار درهم على مدى 5 سنوات، ثم عبر الرفع من مردوديتها، والتحكم في نفقاتها بالإضافة إلى وضع برنامج للمغادرة الطوعية يشمل 1500 منصب عند نهاية 2013 بهدف تقليص الفوارق مع الشركات المنافسة، وتقليص التحملات السنوية بما يزيد عن مليار درهم. وعلى المستوى الإفريقي لاحظ بنهيمة أنه رغم المصادقة سنة 1999 على اتفاقية تحرير الملاحة الجوية في افريقيا، فإن تفعيلها لا يزال محتشما، إذ لا تزال الأنظمة المعقدة والحمائية مهيمنة على الخدمات الجوية وبذلك فإن افريقيا لا تزال متخلفة جدا عن باقي القارات في مجال تحرير النقل الجوي . وعلى ضوء ذلك، شدد بنهيمة على أهمية التحرير ودعا إلى اعتماد إجراءات مشتركة تقلص من الكلفة، وإلى إنشاء شبكة من الخطوط الإفريقية المتداخلة. وبعد أن سجل حصر حصة القارة الإفريقية من الحركة العالمية للطيران، ولاحظ ضعف هذه الحصة مقارنة مع الإمكانيات المتاحة، اعتبر أن المستقبل يعد بتدارك الخلل وبتحقيق نتائج أحسن بكثير مما يمكن تحقيقه في قارات أخرى. ومن المرتقب أن يتم على هامش الملتقى، عقد مجموعة من الجلسات لإبرام اتفاقيات من أهمها متابعة المشاورات حول إنشاء شركة مغاربية للتموين المشترك بقطع الغيار والمواد الدهنية.