يكفي أن تسمع «حلالة بويز» و«سيامبري بالوما» لتعرف بأن الصراع على المدرجات سيكون أقوى من الصراع على الكرة فوق عشب الملعب. وإذا كان الملعب بحجم بوبكر اعماربسلا، الذي احتضن الجمهورين معا، فعلى الجميع أن يضع يديه على صدره و ينتظر ويتهيأ لكل الظروف التي يمكنها أن تكون مصدر قلق. هذا القلق، استشعره رجال الأمن بسلا حيث تم تجنيد العشرات منهم، ومنذ الساعة العاشرة صباحا، من أجل إخلاء محيط الملعب من السيارات، وإعداد كل الخطط من أجل أن لايكون هناك أي تماس بين الجمهورين، كما أن الأمن وفر حافلات للنقل الحضري بالقرب من محطة القطار، لنقل جمهور «حلالة بويز» تفاديا لكل المناوشات في الطريق إلى الملعب، لكن جمهور «حلالة بويز» رفض ذلك، الشيء الذي حتم على رجال الأمن مرافقتهم إلى الملعب مشيا على الأقدام، حيث تم تخصيص نصف الملعب لهم ونفس الشيء تم مع جمهور «سيامبري بالوما» وكل ذلك تحت إشراف مباشر وبالحضور الفعلي والفعال للعميد الإقليمي بسلا. وإذا كانت جماهير الفريقين قد خلقت الفرجة، وبثت الحياة في مدرجات ملعب بوبكر اعمار، الذي أصبح يعاني من الكآبة، فإن الجماهير خلقت أيضا الاشمئزاز من الكلام النابي الذي لم ينقطع ترديده، كما كان العشب الاصطناعي مهددا في كل لحظة بالنيران، خاصة من طرف «جماهير سيامبري بالوما»، التي كانت مزودة بالعشرات من الشهب الاصطناعية، «ولفلام» والتي سقط العشرات، منها على العشب في الدقيقة 15 بعد أن سجل فريق المغرب التطواني هدف السبق بواسطة اللاعب زيد كروش. تساقط «لفلام» على العشب تسبب في ترك آثار حريق في أكثر من عشرة أماكن، و لولا تدخل رجال الأمن والوقاية المدنية لإبعاد الشهب وصب الماء على الأماكن، التي وقعت فوقها الشهب الاصطناعية لوقعت كارثة. هذا السلوك جعل رجال الأمن يراقبون عن كثب جمهور «سيامبري بالوما»، تفاديا لتكرار نفس الأفعال، وقد تم بالفعل الحيلولة دون رمي المزيد من الشهب وتم اعتقال بعض المشجعين. والمباراة تقترب من نهايتها، كان هناك توجس من نهاية دامية بين الجمهورين، فزيد في عدد رجال الأمن، لكن الدقيقة الخامسة والثمانين تنهي توجس النهاية، بعدما سجل اللاعب إيريك هدف التعادل لفريق فارس سبو. رد «حلالة بويز» كان بشهب اصطناعي واحد، تمت السيطرة عليه ، لكن لم تتم السيطرة على مشجعين للفريق القنيطري انسلا في غفلة من الجميع، ليحولا الملعب إلى مكان للعب «كاش كاش» مع رجال الأمن، ولم تتم السيطرة عليهما إلا بعد جري ، و«دريبلاج» ودخول الشباك. وقد تم اعتقالهما، ومن المحتمل أن يتم تقديمهما للعدالة. وإذا كانت المباراة قد انتهت داخل الملعب، فإن أخرى ابتدأت بعد صافرة النهاية، وكان فيها رجال الأمن مطالبين بإيصال عشاق فارس سبو إلى محطة القطار، التي دخلوها بالمئات فتسببوا في الفوضى، وتأخرت مواعيد «الطرام»، لأن الكل كان يتفادى مصادفة تواجد الجماهير قرب محطة «الطرام» المجاورة لمحطة القطار. مقابل هذا كان لابد من الإبقاء على جماهير «سيامبري بالوما» في الملعب إلى أن يتم إبعاد الغريم ، حتى لايكون هناك أي اصطدام. وبالفعل جنبت الإجراءات الأمنية، التي كان فيها الكثير من الاحترافية، الملعب والاحياء المجاورة الكثير من الاصطدامات، والتي لو وقعت لخلفت الكثير من الخسائر في الأملاك الخاصة والعمومية، خاصة وأن ملعب بوبكر اعمار يوجد بالقرب من الخط الثاني «للطرام»، بالقرب من المحطة الطرقية وعلى شارع يعد شريان رئيسيا لحركة السير بسلا.