خصص الزميل حميد النقراشي حلقة برنامجه أنيس المبدعين مؤخرا للاحتفاء بالمخرج والمنتج التلفزيوني والسينمائي ادريس المريني ، 61 سنة ، الذي راكم تجربة معتبرة يقارب عمرها أربعة عقود في المجال السمعي البصري كتابة وإخراجا وإنتاجا واستشارة وتسييرا إداريا.. منذ تخرجه من جامعة هامبورغ الألمانية في منتصف السبعينيات من القرن الماضي إلى لحظة إنجازه وعرضه لثاني أفلامه السينمائية الروائية الطويلة «العربي » ، الذي حاول من خلاله التوثيق سينمائيا لجوانب من المسيرة الرياضية لنجم كرة القدم المغربية والدولية من ثلاثينات الى خمسينيات القرن العشرين الحاج العربي بنمبارك ، 1917 ~1992 ، مع ربطها بمواقف إنسانية جد مؤثرة عاشها الراحل في مختلف مراحل حياته بالمغرب والخارج . ولتأثيث فضاءات هذه الحلقة المباشرة من برنامجه ، التي امتدت من منتصف الليل إلى الثانية صباحا ، استضاف الصحافي حميد النقراشي المحتفى به وثلة من أصدقائه الفنانين والمثقفين والاعلاميين ومتتبعي أعماله السمعية البصرية نذكر منهم الأساتدة شكيب بنعمر وعبد السلام الخلوفي وأحمد سيجلماسي و محمد بن الفتوح ومحمد الأشرقي وطلحة جبريل والحاج يونس . تنوعت تدخلات ضيوف البرنامج وتكاملت فيما بينها لتقدم في الأخير شهادة حية عن مسار فني غني بالعطاء وعن بصمة يتميز بها المخرج المبدع ادريس المريني وتتمثل في هاجس توظيف كاميرا السينما والتلفزيون لتوثيق جوانب من تاريخ المغرب السياسي ، فيلم «بامو» نموذجا ، والفني ، برنامج «نغموتايش نموذجا ، والرياضي، فيلم «العربي» نموذجا ... الذي ظل حاضرا في أعماله منذ انطلاقته الأولى كمنتج ومخرج الى الآن . لقد كان واعيا منذ البداية بأهمية التوثيق للذاكرة المغربية وبضرورة تسليط الأضواء على جوانب من عطاءات المبدعين المغاربة في مجالات عدة حتى لايلفهم النسيان . فما أحوجنا الى مزيد من البرامج والأفلام التي توثق لرموزنا الإبداعية بالصوت والصورة ترسيخا لثقافة الاعتراف وحفظا للذاكرة الوطنية من التلف . فتحية لإذاعة طنجة ولحميد النقراشي وضيفه المحتفى به ولجنود الخفاء ولكل الذين ساهموا عبر برامجها المختلفة في الاعتزاز برموزنا الثقافية والفنية والرياضية والسياسية الوطنية وغيرها والتوثيق لها بالصوت . تجدر الاشارة في الأخير الى أن الفنان ادريس المريني من مواليد سلا يوم 11 فبراير 1950 ، بعد حصوله على البكالوريا الأدبية سنة 1970 التحق بجامعة هامبورغ الألمانية وحصل منها سنة 1975 على شهادة الميتريز في التواصل السمعي البصري . انطلقت مسيرته الفنية بالتلفزة الألمانية كمساعد في الاخراج والانتاج وبعد عودته الى المغرب التحق ، في إطار الخدمة الوطنية ، بوزارة الأنباء وبعد ذلك تم ادماجه في سلك الوظيفة العمومية كمنتج ومخرج بالتلفزة المغربية بالرباط سنة 1977 ، وهي السنة التي صور فيها ، بمساعدة الرائد الراحل حميد بنشريف ، بعض الأغاني ، ما يسمى حاليا بالفيديو كليب ، كقارئة الفنجان للراحل عبد الحليم حافظ و راحلة للراحل محمد الحياني وغيرهما . كما أخرج ، بكاميرا 16 ملم ، أفلاما سينمائية وثائقية وروائية قصيرة وطويلة في الثمانينات نذكر منها «شراع » و «شالة» و «الضحية» و «بامو» ، بالإضافة إلى تسع حلقات من برنامجه التلفزيوني الثقافي الناجح «وثيقة » سنة 1984 ومجموعة من الأعمال التلفزيونية الوثائقية ك «الراحل محمد الخامس » سنة 1987 و « البيضاء » سنة 1989 و « مسجد الحسن الثاني » سنة 1993 و عدة حلقات من السهرة الفنية العائلية «نغموتاي» ابتداء من سنة 2000 .