صدر أخيرا للزجال حسن أميلي عن دار أبي رقراق للنشر مجموعته الثانية « شهوة الحريكَ « بعد مجموعته الأولى « البهموت « (1996)، وتجمع في أضمومتها عشر قصائد (شهوة البداية - شهوة القلب - شهوة الحريك - شهوة الخيال - شهوة الرصاص - شهوة الخراب - شهوة الكلام - شهوة التيه - شهوة الروح)، وصمم غلافها الشاب حسام الدين أميلي نجل الزجال. ومما جاء في مقدمة المجموعة التي خطها الأديب الشاعر أحمد محمد حافظ الذي واكب العمل منذ بدايته:» (...) الإيقاع فهو الشعر (...) أو لنقل إن الشعر هو الإيقاع. غير أن هذا لا يعني الإخلاص كليا للقواعد دون تجاوزها والابتكار فيها كلما اقتضى الأمر ذلك، بل إن الشاعر الحق هو من يمتلك قدرة خلق إيقاعية خاصة به عن طريق تجاوز القواعد الإبداع فيها. ألم يقل أبو العتاهية: أنا سبقت العروض. حينما قيل له: خرجت عن العروض (...) نعتقد أنه في هذا الإطار، يمكن استقبال وقراءة الديوان الثاني لحسن أميلي «شهوة الحريكَ». فاللغة تحتل فيه موقعا خاصا بدون شك. ومعجمه الشعري يحفر عميقا في أخاديد اللغة وثناياها بحثا عن صياغة لوحات مشهدية غير مألوفة. وهو ما يتيح فرصة الاطلاع على قاموس لغوي عامي ينضاف إلى معاجم نحتتها تجارب شعرية سابقة. بالإضافة إلى صياغة المعجم وتشييد الصورة في زجل حسن أميلي فإن قصيدته تتميز بالتوزيع الصارم للكلمة والبناء النصي المحكم. وهو ما بدت ملامحه منذ ديوانه الأول. بعبارة أخرى إن حسن أميلي لا يدع مجالا للحشو والزيادة والإطناب. بل إنه ينحو نحو الاختصار والتلميح، فيورد الكثير من المعاني في قليل من اللفظ. وهذه سمة من السمات الشعر التي نادرا ما تسمح بها رياض عبقر «. ومما جاء في قصيدة شهوة الخيال: « شُفْتنِي بُوهَالِي نْغَطِّي بْالتِّيهْ سُوَالُه !! شُفْتنِي مْسَالِي ،، فْرِيّْخ فْ بْنِيقَه ، يْحيَى فْ دْقِيقَه ، وْ يمُوتْ فْ .. اغْلاَلُه !! يََحرُكَ فْ الْقصِيدَه ، وُ منّْهَا يَغزْلْ ضُوّْ ،، ِفيَها يَرْمِي السُّوّْ ، وْ َيْطَلْق مُوَّالُه .. حِيثْ الْمُوَّالْ سْنَاحْ الْعَاشْق ، رُوحُه منْ الْقَلبْ ،، وُ غمْدُه مْن وَالُو !!! «