يطرح التعفن ببكتيريا «الكلاميديا» معضلة بالنسبة للصحة العمومية في الدول النامية، وذلك بفعل عدم ظهور أعراض سريرية تلفت الانتباه إليها، ونظرا كذلك للنقص والخصاص المسجل في الإمكانيات من أجل القدرة على تنظيم حملات كشفية لتفادي المضاعفات الجسيمة التي تنجم عنه. وتعتبر «الكلاميديا» من الأمراض البكتيرية الخطيرة، وتوضع على رأس قائمة الأمراض التناسلية التي تصيب كلا الجنسين، والتي تعد الأكثر شيوعا بين الشباب والمراهقين، وخاصة عند الذكور والإناث النشطين جنسيا ومتعددي العلاقات، حيث يكونون عرضة بنسب أكبر للإصابة بالمرض. كما تهدد «الكلاميديا» المراهقات دون العشرين سنة والشابات، لأن خلايا عنق الرحم تشكل وسطا مناسبا لنمو هذه البكتيريا واستيطانها. وتقدر المنظمة العالمية للصحة عدد حالات الأمراض المتنقلة جنسيا والتي يتم شفاؤها في العالم ب 340 مليون حالة جديدة كل سنة، من ضمنها 92 مليون حالة تعفن ب «الكلاميديا تراكوماتيس». وفي المغرب أظهر بحث مخبري عن محتوى سيلان ناجم عن التهاب الإحليل عند الرجل، مسؤولية «الكلاميديا» في 30 إلى 70 في المائة من حالات الالتهاب الإحليلي . وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الحالات التعفنية ب «الكلاميديا» يصل في السنة في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى حوالي أربعة ملايين إصابة، مع نسبة انتشار تصل إلى 5 في المائة، وتصل هذه النسبة إلى 10 في المائة عند اليافعين. ويعتبر التعفن ب «الكلاميديا» السبب الرئيسي في العقم عند المرأة، ومن بين المضاعفات الأخرى للتعفن بهذه البكتيريا نجد الالتهاب المزمن للحوض، الألم المزمن للحوض، تلف قنوات فالوب، الحمل خارج الرحم، والالتهاب جوار الكبد ...، كما تشير دراسات حديثة إلى ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم عند النساء المصابات بتعفن ب «الكلاميديا». ويرتفع خطر الإصابة بنسبة 6.5 في المائة مقارنة بالنساء غير المصابات. أما بالنسبة للمرأة الحامل فإنها إذا ما أصيبت ب «الكلاميديا» ، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى الوضع قبل الأوان، أو التسبب في إصابة المولود الجديد على مستوى جهازه التنفسي أو في العينين. وتعرف بكتيريا «الكلاميديا» أيضا بالمرض المعدي الصامت، لأنه لا يظهر أي أعراض على المصاب لدى ثلاثة أرباع النساء، وعند نصف عدد المصابين من الذكور، ويتمظهر المرض في بعض الحالات على شكل إفرازات من القضيب أو المهبل، والشعور بحرقة عند التبول، وكذلك آلام في أسفل البطن أو آلام عند الجماع، وتغير في الافرازات المهبلية، التهاب فم الرحم، بالإضافة إلى نزف، كما يتمظهر المرض كذلك على شكل حكة وحرقة حول فتحة القضيب وتورم الخصيتين، فضلا عن إصابة البكتيريا للقناة الشرجية و الحلق. وينصح الأطباء من أجل الوقاية مرض «الكلاميديا» خلال العلاقات الجنسية الزوجية الشرعية استخدام الواقي الذكري، والحد من الشركاء في الجنس، مع المتابعة لدى الطبيب المعالج، والقيام ببعض الفحوصات الروتينية. هذا ويتم البحث المخبري عن البكتريا انطلاقا من عينة من البول عند الرجال، أما عند النساء فيتم اخذ ذاتي لعينة من الافرازات المهبلية في المنزل وتسليمها للمختبر الذي يقوم بالفحص المخبري «ب س ر». ويلجأ الطبيب المعالج إلى المضادات الحيوية لعلاج مرض «الكلاميديا» ك «الزيتروميسيس 1غرام « في جرعة واحدة، و «الدوكسيسيكلين 200 ملغ « في اليوم لمدة 7 أيام، مع علاج الزوج والزوجة، ومراقبة النجاعة العلاجية بعد ثلاثة شهور ب ال « ب س ر «. وفي الختام يجب على المسؤولين القيام ببحث للتعرف على مدى انتشار هذه البكتريا في بلدنا، وعلى إمكانية إجراء كشف يشمل الشريحة العمرية الأكثر عرضة بين 18 و 25 سنة كل 12 شهرا من الشباب، خاصة الذين يتوفرون على عوامل خطر الإصابة ب «الكلاميديا ».